من لي سواك ...
الليلُ يُغرقني في عبرةٍ سقطتْ
فيها التضرعُ جرحٌ ضُمَّ و التأما
إني المغامرُ في أجمارِ لهبتهِ
كي أعتقَ النفسَ من ذنبٍ بها احتدما
و ليعلمِ اللهُ أني دربُ أيتهِ
اخطو إليهِ بقلبٍ آب و التزما
بالصالحات عسى أرسو بجنته
عبداً يرومُ ظلالَ الظلِ كي يهِما
يا ربُّ إني على وعدٍ بهِ اتصلتْ
تلك الرؤى ونسيمُ العفوِ قَدْ نسَما
بالتَّوبِ أرنو إلى أفاقِ مَن سبقوا
دربَ الهدايةِ لا فضاً و لا غَرِما
هذا التّجلي طريقَ الحبِّ أسلكهُ
بينَ الظلامِ بنورٍ الروح مُحتكما
أفيض جهشاً على ذنبٍ يمزّقني
عساكَ ربي غفوراً للذي سئما
مَنْ ليْ سواكَ إذا ما الليلُ حاصرني
دمعاً أفيضُ بذاكَ الوجدِ مُنهزما
يا ربُّ خُذْني لبحرٍ لا انتهاءَ لهُ
فبحرُ لطفكَ خفاقٌ لمَنْ أثِما
خمسون مرت بهذا العمر أتعبها
نزغٌ من الإثمِ شيطان ٌ و ما استقما
إني أؤوب و ظنُّ النورِ يُحبرُني
فالظنُّ فيكَ رحيماً خيرُ من رحِما
هذا رجائي عساكَ اليومَ تقبلهُ
جرحي يفيضُ دماً حتى و إنْ بسما
محسن محمد الرجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق