السبت، 9 يونيو 2018

الطين أصلي .... للمبدع محمد جاسم الرشيد

الطينُ أَصـلي...................

الطينُ أَصلي فهـلْ أَرفـض أُخالطهُ

             وَأعـلمُ إِنَّ اللَّهَ قـدْ خـَاطـاهُ بالمـاءِ

وَصـلباً قدْ وَضعـتُ بهِ نطفةٍ زَلقـتْ

          مِـنْ ظَهـرِ أَبي وَجاءتْ مِنْها أَجـزائي

قـدْ كنـتُ شهـوةً في لحظـةٍ عَبـرة

          حتـى وضـعـتُ بــرحـمٍ زادَ أَعـبائي

أَتنقلُ مِنْ نطفةٍ إِلى علقةٍ إلى مضغةٍ

           وكنـتُ أُغـذىٰ بـحـبلٍ بيـنَ أَمعـائي

فكنـتُ أَعيـشَ بأضطـراباتٍ تقلبُنـي

            في رحـمِ أمـي وجـاءتْ منهُ أَنبائي

ثـمَّ دَنـت ساعـة الطلـق لتخـرجُني

            لـِعـالــمٍ رددَ لـلـنـاسِ أَصــدائـي

حتـى تعلقـتُ فـي أَحضـانِ والدتي

           لإِشـرب الـدرَ مـِنْ أَعمـاق أَحشائي

ثـمَّ نمتْ فـي عيـونـي كُل حـادثـةٍ

           فــزادَ هـَمــّـي بإِيـمــاءٍ وإِنـشـاءِ

إِنَّي أَخـوضُ الحيـاةَ ميراثُ يطوقُني

           أَحـثُ مـِنْ خـلالها سيـراً بإِسمائـي

يا صرخت الدهر حينَ العيشُ عذبني

           وهمـوم التَحـدي تُنهـكُ كُلَ أَشلائي

حتى وَجـدتُ النـفس للهـمِ تَجـذبُني

           وللمـعـاناتِ التـي عاشت لإِلـهائـي

أَصبـرُ النفـسَ عـلَّ الـروحَ تـدركُنـي

          ممـا أَحـاط َبِـهـا فالـقـلـب مسـتـاءِ

وسيـرتني الحيـاة في دربٍ يحاكمُني

        فيهِ هـوى النفس ُيسكـن كل أَرجـائي

حتـى دنـت مِنْ طـريق العمـر ساعتهُ

          لأَرتـحـل عـن وجــودٍ زادَ أَغــوائـي

يا رحـلة العمـر لاَ أَعـلـم محـصلتـي

          فـي قسمة ٍلا تساوي سـرَ إِنشائـي

قـدْ فاتـها الشوق ُحينَ الـودُ يجـذبُها

           ليـرتـقـي سلـماً يـدعـو لإِلـقـائـي

هــذي نـهــايــةُ رحـلــةٍ أَزفـــت

           فـيها تـكـون القـبـور دارُ لإِيـوائـي

ثمَّ نُغسَّل ونحـاطُ بأَجـزاءٍ من القطعِ

          نُلـفَ بِـها كي تـدارىٰ كُـلَ أَعضـائي

ونـنـزل الحـفـرَ مـِنْ بعـدِ ماكـتبـت

          هـذي الحـيـاة أَسـراري وأَخـبـائـي

حـيـثُ التـراب يغـطـي كُـلَ قامـتُنـا

          والــدودُ مبـتـهـجُ يـعلـق بإِجـزائـي

فـفـق يـبـنَ اۤدم لاَتـغـتـر مَـوعـدكَ

           مـوتُ يـزيـدُ الـروحَ هـمـاً وأَعـبـاءِ

بقلم/ محمد جاسم الرشيد

٢٠١٨/٦/٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق