صيدة: " ما زلت أتذكر أول دفتر" –
شعر د. أحمد محمود – 3 سبتمبر 2018
المقطع السابع
ما زلت مخيلتي حتى الآن مستعرة بالتذكر
كيف كانت أفكاري
تنهال كهطل الأمطار
وكل أنحاء الورق يغدو مغموراً بالفكر
وكانت على أوراق الإسمنت تجري بالكر والفر
كنت أحدق في الآفاق البعيدة
وإلى شمال فلسطين يمتد بصري
ويهاجر في يم الليل كالنور
وطني المسيج بالشوك
والأسلاك الشائكة والجدر
كنت أكتب عن وطني السجين
بمداد الروح والرصاص والحبر
ودماء عروقي تفيض على الورق كالنهر
كنت أعشق أن أنسج أحرفاً
من شعري الفلسطيني ومن نثري
كنت أخوض غمار الشوق الوطني الأغر
قوياً، صلباً كجلمود الصخر
وأطقطق بأجنحة أفكاري كالنسر
أعانق الغيم ليلاً ونهاراً كالصقر
وأسافر معه عدواً كالمهر
كنت أحلق في فضاء فلسطين كالفجر
في كل صباح ومساء
على متن الريح أرحل
وترحل معي القوافي وقوافل الشعر
وعند الظهر والعصر
أعانق السماء، والثرى والبر
وأهيم على وجهي في كل معبر وممر
وأجثو كالنورس على موج البحر
وقلبي مفعم بالإيمان والصبر
قد وعدنا الله بالعودة والنصر
مهما طالت الحياة بالعمر
ومهما قست أنياب الدهر.
بقلمي د. أحمد محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق