= كَنارٌ في قَفَص =
غَرِّد بِصَوتِ العاشِقِ الوَلهانِ
فالكَونُ يسمَعُ كلُّهُ ..بِحنانِ
مِن صًوتِكَ الرَّنانُ تَرقُصُ مُهجتي
بينَ الضُّلوعِ دقائقاً وَثواني
دَعني أغنِّي مع صُداحِكَ بُرهة
تُشفي غليلَ العاشِقِ الولهانِ
لو كُنتُ أَعلَمُ مابِنَفسِكَ من أسىً
لَأَرَحتَها .. مِمَّا عَنَت .. وَتُعاني
أَو كُنتُ أَعلَمُ مابِصَدرِكَ من جَوىً
لَأَرَحتَ صَدرَاً ..أَثقَلَتهُ أَماني
أَنتَ الأَسيرُ ففي صُداحِكَ أَنَّةٌ
مِن أَعذَبِ الأنغامِ .. والألحان
بَينَ الشِّباكِ .. إِقامَةٌ ..جِبريَّةٌ
مَالفَرقُ بَينَكَ والسَّجينُ الجاني
فَكِلاكُما يَهوَى التَّحَرُّرَ مُطلَقَاً
سَئِمَ القُيودَ ورِفقَةَ .. السَّجَّان
وَكِلاكُما يَبغِ التَّحَرُّرَ .. رافِضَاً
أَن يبقَ ضِمنَ السِّجنِ والقُضبانِ
حَكَمَ القَضَاءُ عَليكَ أَلصَقَ تِهمَةً
أَنتَ الجَميلُ كَصَوتِك .. الرَّنَّانِ
هذا جَزاؤكَ أَن .. تَكونَ مُعَذَّبَاً
وَجَزاءُ .. كُلِّ .. مُغَرِّدٍ .. لَحَّان
أَنتَِ الحَزينُ على فِراقِ حَبيبَةٍ
تَاقَت إِليكَ بِلَوعَةِ .. الحُرمانِ
حَبَسوكَ في قَفَصٍ مُذَهَّبَ أَصفَرٍ
حاكى الجَمالَ بِصُفرَةِ .. المِرنانِ
مَالَذَّ فيهِ مِنَ الطَّعامِ .. ومَنهَلَاً
يَروي غَليلَ الظَّامِئِ العَطشانِ
لكنَّ هذا.. لا .. يُعادِلُ لَحظَةً
بِالجَوِّ حُرّاً .. زَيَّنتها .. أَغاني
بَل أَنَّ ذَلكَ لا يُساوي لَحظَةً
مَرهونَةٌ .. بِتَحَرُّرٍ .. وَعَنانِ
كُلُّ الطُّيورَ صَوَادِحٌ إِن أُطلِقَت
أَو قَد تُغَنِّي القَهرَ .. بالأَحزانِ
فالطَّيرُ عالَمَهُ الفَضاءُ .. وَأَنَّهُ
في عالَمِ الأَجواءِ طَيرٌ ثاني
والطَّيرُ لا تَهوَ السُّجون َوإن تَكُن
مُزدانَةٌ .. بِالتِّبرِ .!. والمَرجان ِ ..!
كالحُرِّ يَمقُتُ لِلسُّجُونِ وَإِن بَدَت
مُزدَانَةً .. قَد رُصِّعَت .. بِجُمَانِ
( سهيل عاصي )
- المُتَمَرِّد -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق