( فارِسُُ وخَيال )
يا لَها آفاقها والخَيالُ عَبرَها يوغِلُ
مَن في الحَياةِ يُشبِهُ حُلمَها ؟
أو يُداني طَبعَهُ ... شَكلَهُ ... سَيفَهُ ... والجَوادُ يَصهَلُ
ما في الوجودِ من لَهُ يُماثِلُ
طَيفهُ في ذِهنِها ... لا يُغادِرُه لَحظَةً
فَكَيفَ عَنهُ يَرحَلُ ؟
قَد شاقَني لِقاؤها ... فَكَيفَ لِلغادَةِ أصِلُ
فَقُلتُ في خاطِري ... لَن تُعجِزَ حيلَتي مَهرَةُُ
تَغرَقُ في حُلمِها ... في وَهمِها تَستَرسِلُ
فَأنا فارِسُ من وَهمِها أجمَلُ
شَجٌَعتُ نَفسي قائِلاً ... مَرحى لَها الحِيَلُ
وَجَدتَها في رَوضِها ... لِخَميلَةٍ تَتَأمٌَلُ
وَردَها الجوريٌُ والبَنَفسَجُ يَنحَني من فَوقِهِ القُرُنفُلُ
حَيٌَيتها ... فأُجفِلَت ... يا لَرَوعَتِها حينَما تَجفَلُ
قَد اختَرَقتُ خِلوَتَها ... ولَم تَكُن لِعابِرٍ في رَوضِها تَأمَلُ
قالَت ... والدَهشَةُ تَرتَسِم في وَجهِها
أخَفتَني يا فَتى ... هَل كُنتَ تَستَتِرُ ؟
أجَبتَها ... أنا المَلاكُ الذي لِلحِسانِ أُرسَلُ
لكِنٌَني ... قَد أضَعتُ الطَريق
يا وَيحِيَ حينَما أُضَلٌَلُ
فَقَطٌَبَت جَبينَها ... تَقولُ في نَفسِها ...
هَل الفَتى يَستَغفِلُ ؟
أما يَراني في الجَمالِ أرفُلُ ؟
أدرَكتُ ما في نَفسِها ... وذلِكَ التَساؤُلُ
هَمَمتُ بالانصِراف ... أدٌَعي بأنٌَني عَن سِواها أسألُ
فاستوقَفَتني تَستَفسِرُ ... هَل يوجَدُ في الدِيار غادَةُُ غَيري ؟
وهَل هيَ الأجمَلُ ؟
أجَبتها ... رُبٌَما ... تَبَسٌَمَت ... وأسبَلَت لي جَفنَها
والغيرَةُ من قَلبِها تَأكُلُ
سَألَت ... وهَل وَجَدتَها ... أم أنٌَكَ لَم تَزَل مَكانَها تَجهَلُ ؟
أجَبتَها ... لَعَلٌَها تَجلُسُ إلى جانِبي
أو تِلكَ التي من السَلامِ تَجفَلُ
تَبَسٌَمَت وأطرَقَت يَشوبها الخَجَلُ
سألتَها ... هَل أشبِهُ فارِسَ الأحلام
تَمتَمَت ... تَعضٌُ إصبعها ... بَل أنتَ مِنهُ الأكمَلُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق