. 🌹 نَزيفُ الورد 🌹
بَكَى مِنْ مَقدِمِ الْمَوْتِ اقتَرَابُ
وَيَفـرَحُ عِنـدَ مِقدَمِـهِ الذَّهَـابُ
أَتَى يُبدِي الْقَسَاوَةَ أَلْـفَ نَـابٍ
كَمَا تَقسُوْ مَعَ الْجُوْعِ الذِّئَـابُ
فَـمَـا أَقسَى عَلَينَــا أَنْ نُـوَارِي
حَبِيبَــاً جَــاءَ يَقْطِفُـهُ الْغِيَـابُ
وَأَحسَبُ دَفنَـهُ بِالْعَيشِ وَصلَا
كَمَـا فِي الْبَـذرِ يَكْسُوهُ التُّـرَابُ
فَكَـمْ لِي بِـالْمَدَافِـنِ مِـنْ شَهِيدٍ
كَوَردِ الرَّوْضِ لَامَسَـهُ انسِكَابُ
وَكَـمْ فِي اللَّيـلِ مِــنْ أُمٍ تُنَـادِي
وَيَسكُـنُ دَمْـعَ أَعيُنِهَـا السَّـرَابُ
لِمَـاذَا لَـمْ يُجِيبُـوا صَـوْتَ دَاعٍ
لَـهُ مِنْ وَافِـرِ الشُّـوْقِ انْتِّحَـابُ
أَذَا مَا السَّمعُ لَمْ يَأْنَس جَوَابَـاً
بِـلَادِي كُـلُّ مَــا فِيـهَـا جَـوَابُ
رِجَـالٌ يَفُوحُونَ الرُّوحَ عِطرَاً
أَلَا فِي مِنحِهَـا فَـاحَ الذَّهَـابُ
رَوَافِـدُ رُوْحِهِـمْ تَسقِي رُبَـانَـا
عَلَيهَـا مِــنْ رَبِيـعِ الْعِـزِّ غَـابُ
وَلَـوْ أُذِنَ الْقِيَـامَ لَهُــمْ لَقَـامُـوْا
كَمَا قَامَتْ عَلَى الْبِيدِ السُّحَابُ
أَرَاهُمْ فِي دُرُوْبِ الْعِلْمِ طِفلَاً
تُقَبِّـلُـهُ الْمَـدَارِسُ وَالْـكِتَــابُ
كَـأَنَّ ضَرِيحَهُـمْ نَبـضٌ يُغَنِّي
بِـهِ الْأَعمَـارُ تُطـوَى والشَّبَـابُ
حَيَــاةٌ لَا مَـمَـاتٌ يَـوْمَ مَـاتُـوا
لَهُمْ فِي الطَّفِّ قُربٌ وَانتِسَابُ
---------------
ذو الفقار المسعودي
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق