الخميس، 3 سبتمبر 2020

المنارة....للمبدع محمد الفضيل جقاوة

المنارة ..

.

( الى روح زوجتي رحمها الله ..)

.

حَسْرَى تضجّ لحــــرقتي الأحزانُ

و أنا الخرابة .. و المـــدى غربانُ

.

أدمـــــى رحيلك أمَّ مصعبَ خافقي

خَضِلٌ دمــــي .. يهمي به الشّريانُ

.

ما كنت أحسبُ أنّ حبَّكِ مــــــاكنُ

رحبٌ يضيق بحمله الوجــــــــدانُ

.

ماتت لفقدك غبطتي و سعـــــادتي

كلّ المَدَى فـــــــــــي مقلتي أكفانُ

.

من تي تَهُبُّ على المـــــولّه نسمةً

و الصيف تلفح وجهَه النيـــــــرانُ؟

.

من تي تضاهي في المكارم والتّقى

أنت التّمـــــــــامُ و غيرك النّقصانُ

.

إنا إن نظرتُ أعــــــــــــود بغبطةٍ

و أذا أمـــــــــــــرتُك أبهرَ الإحسانُ

.

باهى بك الزّمن الهجين عــــواتكا

تاهتْ بهنّ و فاخرتْ عـــــــــربانُ

.

هل جئتِ من عصر النّبوّة شاهدا

يسعى .. يعطّر ثغرَهُ القـــــــــرآنُ ؟

.

تحيي النّفــــــوسُ الخامداتِ فعالَه

و القـــولُ منه ـ على قلىً ـ برهانُ

.

يا من أَقَمْتِ على الفضيلةِ عالمي

هل للبقاءِ على التّقى إمكــــــــانُ ؟

.

من لي بمن تصحو تغالبُ غفوتي

لصـــــــــلاة فرض نجمه وسنانُ

.

و تعدّ قبل الفجر قهوةَ عَـــــــازِمٍ

ناداه للسّــــــــــــــفر البعيد أوانُ

.

برّا تضمّخ بالعطــــــور عباءتي

و أنا المبجّــــــــل دونه السلطانُ

.

و يظــــــــلّ يدعو للإياب جنانها

حتى أعــــــــود فتطرح الأحزانُ

.

ها البهو يجـــرع واجما أحزانه

و الفجـــــــر يهجر ساحه القرآنُ

.

و أنا الفجيعة قد تفـــاقم وطؤها

تســعى .. يجسّد شخصها إنسانُ

.

تجتاحني الذّكرى فتهصر أدمعي

تحسو .. و يشــعل غلّها الإدمانُ

.

فـــــــــي كلّ شبر للتذكر أدمع

تهمي .. وتخنق نبـرتي الأشجانُ

.

أنا قـــــد علقتك يا حبيبة غرّة

تلهــــو .. تخبّئ شخصها الأفنانُ

.

و لكم أتابع خطـــــــوها مترنّما

و القلب في ضرم الهوى عيدانُ

.

و تفرّ خــــــوف وشاية ملعونة

فلكم وشى كذبًا و جـــار جبانُ

.

كنتُ التّعفّف مذ درجتُ و لم أزل

فُلْكًا تهـــــــــادى شَرْعُهُ الرّبانُ

.

لا أقرب الفحشاء لست بفاحش

عرضي غيوم في السماء تصانُ

.

إنّي لتقتلني المـــــــــروءة ذلّةً

إن مسّ بيض خصــالها أدرانُ

.

عظّمتُ ربّي لا أجـــاوز حدّه

درب الحنيف يخــــــطّه الدّيان

.

يا من درجتِ على الفضيلة والتقى

من بعض فضلك خافقي ملآنُ

.

قد كنتِ في حلك الظّلام منارةً

تهدي المشـــــوق لنورها برهانُ

.

إن كان باهى بالفصاحة كـــاهن

فالفـــــــــــعل منك محجّة و بيانُ

.

هـــــــا قد نزلتِ ديار أكرم سيّدٍ

بالعفو كــــــــــــلّ ربوعه تزدانُ

.

نامي لدى الرحــــمن إنّيَ قادم

زادي قليل .. و حجّتي إيــــمانُ

.

بقلم محمد الفضيل جقاوة

02/09/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق