المنارة ..
.
( الى روح زوجتي رحمها الله ..)
.
حَسْرَى تضجّ لحــــرقتي الأحزانُ
و أنا الخرابة .. و المـــدى غربانُ
.
أدمـــــى رحيلك أمَّ مصعبَ خافقي
خَضِلٌ دمــــي .. يهمي به الشّريانُ
.
ما كنت أحسبُ أنّ حبَّكِ مــــــاكنُ
رحبٌ يضيق بحمله الوجــــــــدانُ
.
ماتت لفقدك غبطتي و سعـــــادتي
كلّ المَدَى فـــــــــــي مقلتي أكفانُ
.
من تي تَهُبُّ على المـــــولّه نسمةً
و الصيف تلفح وجهَه النيـــــــرانُ؟
.
من تي تضاهي في المكارم والتّقى
أنت التّمـــــــــامُ و غيرك النّقصانُ
.
إنا إن نظرتُ أعــــــــــــود بغبطةٍ
و أذا أمـــــــــــــرتُك أبهرَ الإحسانُ
.
باهى بك الزّمن الهجين عــــواتكا
تاهتْ بهنّ و فاخرتْ عـــــــــربانُ
.
هل جئتِ من عصر النّبوّة شاهدا
يسعى .. يعطّر ثغرَهُ القـــــــــرآنُ ؟
.
تحيي النّفــــــوسُ الخامداتِ فعالَه
و القـــولُ منه ـ على قلىً ـ برهانُ
.
يا من أَقَمْتِ على الفضيلةِ عالمي
هل للبقاءِ على التّقى إمكــــــــانُ ؟
.
من لي بمن تصحو تغالبُ غفوتي
لصـــــــــلاة فرض نجمه وسنانُ
.
و تعدّ قبل الفجر قهوةَ عَـــــــازِمٍ
ناداه للسّــــــــــــــفر البعيد أوانُ
.
برّا تضمّخ بالعطــــــور عباءتي
و أنا المبجّــــــــل دونه السلطانُ
.
و يظــــــــلّ يدعو للإياب جنانها
حتى أعــــــــود فتطرح الأحزانُ
.
ها البهو يجـــرع واجما أحزانه
و الفجـــــــر يهجر ساحه القرآنُ
.
و أنا الفجيعة قد تفـــاقم وطؤها
تســعى .. يجسّد شخصها إنسانُ
.
تجتاحني الذّكرى فتهصر أدمعي
تحسو .. و يشــعل غلّها الإدمانُ
.
فـــــــــي كلّ شبر للتذكر أدمع
تهمي .. وتخنق نبـرتي الأشجانُ
.
أنا قـــــد علقتك يا حبيبة غرّة
تلهــــو .. تخبّئ شخصها الأفنانُ
.
و لكم أتابع خطـــــــوها مترنّما
و القلب في ضرم الهوى عيدانُ
.
و تفرّ خــــــوف وشاية ملعونة
فلكم وشى كذبًا و جـــار جبانُ
.
كنتُ التّعفّف مذ درجتُ و لم أزل
فُلْكًا تهـــــــــادى شَرْعُهُ الرّبانُ
.
لا أقرب الفحشاء لست بفاحش
عرضي غيوم في السماء تصانُ
.
إنّي لتقتلني المـــــــــروءة ذلّةً
إن مسّ بيض خصــالها أدرانُ
.
عظّمتُ ربّي لا أجـــاوز حدّه
درب الحنيف يخــــــطّه الدّيان
.
يا من درجتِ على الفضيلة والتقى
من بعض فضلك خافقي ملآنُ
.
قد كنتِ في حلك الظّلام منارةً
تهدي المشـــــوق لنورها برهانُ
.
إن كان باهى بالفصاحة كـــاهن
فالفـــــــــــعل منك محجّة و بيانُ
.
هـــــــا قد نزلتِ ديار أكرم سيّدٍ
بالعفو كــــــــــــلّ ربوعه تزدانُ
.
نامي لدى الرحــــمن إنّيَ قادم
زادي قليل .. و حجّتي إيــــمانُ
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
02/09/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق