فِي إحْدَى الصباحات جَلَسَت السَّيِّدَة عَلَى غَيْرِ عَادَتِهَا أَخَذَت تَنْظُر ذَاك الصَّبَّاح مِن شرفتها الْمُطِلَّةَ عَلَى باحَة قَصْرُهَا تَرَاقَب كَيْف يَهْتَمّ خديم الْقَصْر بنضارة وَجَمَال حديقتها وَتُنْقَل نَظَرُهَا بتفحص حَوْل ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي يَعْتَنِي بِدِقَّة فَائِقَةٌ مَدَاخِل الْقَصْر ومخارجه غَيْر أُبَّهَة لزقزقة الطُّيُور فَنَادَت لِرَئيس الخدم أن يُكَافِئ كُلِّ العامِلينَ وَيُرْسِل لَهُم تحيات السَّيِّدَة وَبَعْدَ أَنْ انْصَرَفَ كَبِيرٌ الْخَدَم عَلَت إشَارَات مُبْهَمَةً عَلَى ، وَجْه السَّيِّدَة عَامِلٌ النَّظَافَة سَيَذْهَب كَي يُطْعِم صِغَارِه عِنْدَ الْمَسَاءِ وَتِلْك السَّيِّدَة الَّتِي يرافقها صَغِيرِهَا ستقتني لَهُ مِنْ السُّوقِ مايطلب مِنْهَا وَبِذَاك الْقَصْر الْجَمِيل قَلْبًا فَارَقَه حَتَّى إلَّا شَيء فالوحدة لايدفع ثَمَنِهَا ولايعرفها غَيْرها وَهُنَا قُطِعَت السَّيِّدَة حَبَائِل فَكَرِهَا اِنْتَفَضَت تَارِكُة كرسيها الهزاز فَارِغًا يَتَحَرَّكُ بِحَرَكَةٍ تَكَاد تَكُون لا إرادية كَانَ الْقَصْرُ وَخِدَامَه لا يعون الْأَمْرُ الَّذِي ، تَمُرُّ فِيهِ . . وَيَبْقَى الْغِنَى الْحَقِيقِيُّ بِمَن مِلْء قَلْبِك بإنسانيته وَلَيْس بِمَالِهِ أَوْ مَنْصِبِهِ أَو جَاهِه وَتَظَل الْمَرْأَةِ الَّتِي حَافَظَتْ عَلَى كيانها سَيِّدِة لِلسَّمَاء وَلَيْس ، لقصرها فقط…💙
… نوال وهبة…..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق