-- بقلمي أشرف عزالدين محمود
سوف أظلُّ واقفاً بلا مكانْ..دون أن أنتهي من وصف الآتي-
الليالي الجميلاتِ..الحالمات، والنهرَ، والبحر ..والصحبَ، والنسوةَ العابراتِ كالريح – فوق رصيفِ احتراقي، هم من زرعوا بذورَ الحب في مشتلِ القلبِ، وما لبثوا أن تاهوا بين زحامِ وصخب المدينةِ والحزنِ... مَنْ يقطع الزهرَ – يا عابراتُ – إذا أورقَ القلب أمام فاتنةٍ..؟.. وذوى وذهب في الريحِ أدراجا..و أدراجا ..أدمع طاهرة ، ذوبت الندى فوق أكمام الأزاهير سقط مغشيا عليه مسرّاتُ العمر التى بحجمِ الأماني لا تجيءُ...! وانكسرتْ قوادمُ الأحلامْ دون أن نجد من
يدلُّ خطونا على طريقِ الدمعةِ البريئة!وبقبضةِ كفين يرجفُ القلبُ يرتجف من بللِ الطرقاتِ، وبردِ التسكّعِ في أمسياتِ الحدائقِ...ثم انتبهنا إلى وجهنا – فجأةً فوجد العمرَ..انسرق..فأسرعنا نرسمُ في دفترِ الحلمِ أرجوحةً للطفولةِ، منسيةً...وركضنا نحوها كحلمٍ يتيمٍ – خلف شراشيبها البيضِ...غقلتُ: سأسطو على بعض َ النجومِ التي تعُلّقتْ بجدائلها... وسأصطادُ بعضَ الفراشاتِ، ثمَّ اضعها .. بين كرّاسةِ الرسمِ، والقلبِ...!يا لها من براءةُ كلِّ الطفولةِ، والبوحُ، مستنقعٌ للسباحةِ، .. ونافذةٌ للتسلّقِ والحلمِ...
أشرق الصبح ناثرا فيما نثر الزهر فأحصيتُ كلَّ السنين الحزينةِ، يوماً، فيوماً. وكنتُ أحسب أيام العمر – على دفترٍ مدرسيٍّ – دواةً، ودمعاً، ونهراً صغيراً تغني الصبايا على جرفهِ وأعاني وحدي عصارةَ حزنِ الحب، أمامَ الحدائقِ قلبي حزيناً، شريداً، يطاردُ خيطاً رفيعاً من العطرِ، أو موعداً لا يجيءُ...!سجلت كلَّ ليالي التشّردِ في الطرقاتِ الوحيدة المهجورة.الخليّاتِ، والشعر والجوع...دونت كلَّ الصديقاتِ، كلَّ المقاهي، وكلَّ القصائدِ، تلك التي قاسمتني التسكّعَ والحزنَ والخبزَ...،كلَّ الوظائفِ، كلَّ الجرائدِ، كلَّ الشوارعِ، كلَّ التفاهاتِ، كلَّ المصاطبِ، كلَّ المخافرِ، كلَّ الشواطئ، كلَّ المواجعِ، كلَّ الحماقاتِ، كلَّ الكراريسِ، كلَّ رفوفِ الحلم..
ودونت!.. ودونت!..حتى انتهيتُ إلى آخر الورقةْ
.... دون أن أنتهي....فبكيتْ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق