الخميس، 4 أغسطس 2022

دمعة قلم...للمبدع محمد عزو حرفوش

دمعة قلم.
بعد كأس صبري الخمسين.. أروي لكم ما رأته العين.. وأترك صدى الأنين بين ( هلالين ).
كعادتي كلّ مطلع حلم.. حيث ألف ألف ديك يصيح.. أشرد متأملاً متفكّراً في خلق السموات والأرض. وعلى حين غفلة من التاريخ.. إذ بها تطلّ من نافذتها في الطابق العشرين بعد الألفين من بناء الحياة.
أضاء وجهها الأسود فناء المكان.. وتدلّت ضفيرتاها المجدولتان بإتقان.. حتّى لامستا شيب قلبي.
تفاءل نبضي.. وراودني أن أتعلّق بهما.
أمسكت بإحداهما.. وأخذت أصعد.. وأصعد.. وأصعد.. وفي الوهم العاشر.. سقطت من ذلك الإرتفاع الشاهق.. فانكسر خاطري.
وفي غمضة أمل تمّ اعتقال جميع من يجبر الخواطر.
قبعتُ في المنفردة وسط زحام الأفكار. أرقب انبلاج النهار بين ضجيج الصمت.. وخنوع الإعصار أمام أسطورة الدمار.
دمارٌ في كلّ شيءٍ.. في الأمنيات.. في السحايا.. في بنات الأفكار.
أخذت أتساءل على حافة الانهيار.. هل هذه الدار ذات تلك الدار؟
فيجيئني الصدى بكلّ اقتدار.. تسطع الأنوار حين يجتمع كلّ أهل الدار.
أستصرخُ العود.. وأتوسّل الأوتار. انهضي من تحت الرّكام والدمار. غنّي للحياة بعزيمة الانتصار.
يا ليل الأشرار .. اسعَ سعيك.. فلابدّ أنّك زائل.. ولابدّ.. سيعقبك النهار.
لا.. لا لست أهذي.. بل أحاول أن أخيط أوراق الخريف المتساقطة.. لأصنع منها ثوباً من جلنار.. أرويه بغيث الشتاء الرحيم.. وأرقب ربيعاً.. ينتفض من تحت الرماد.. يبسط أزهاره على قارعة الفصول المتزاحمة.. معلناً أنّه قد عاد بأكمل عطره.. حيث لا ظلم ولا فقر ولا عسر ولا فساد ولا طوابير انتظار.
هكذا نحن نلملم بقايا الأمنيات المتناثرة على أسرّة الاحتضار.
ننسج منها نبضاً وليداً.. نغنّي ونرقص على حافة الجراح كالأطيار.
.. محمد عزو حرفوش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق