الأحد، 23 أكتوبر 2022

آفة وبلاء النفاق... للمبدع محمد عزو حرفوش

آفة وبلاء النفاق..
بقلم.. محمد عزو حرفوش. 
النفاق.. بلاء أخذ ومازال يتغلغل في حياتنا.. ماضينا حاضرنا مستقبلنا في كلّ تفاصيل عيشنا في أفراحنا وأتراحنا في إيماننا في أخوّتنا وأبوّتنا وبنوّتنا في المنزل والعمل والطريق وحتّى في دور العبادة في كل شيء في كلّ زمان ومكان من حيث ندري ولاندري.
نعم إنّها الحقيقة المرّة.. وإذا تغافلنا عنها ولم نعترف بها فنحن ننافق حتّى على أنفسنا.
بطبعي لا أحبّ أن أعمّم في أيّ موضوع فلكلّ قاعدة استثناء بين جنباتها مزروع.  
لكن من أوجه الغفلة والغباء إنكار وجود هذا البلاء. 
ومن أبجديّة التسليم الإيمان بقاعدة الترميم قبل أن يقودنا الحال إلى غياهب الجحيم ومفادها القول الأمثل.. لن يتغيّر حالنا إلى الأفضل.. إن لم نغيّر ما في أنفسنا من أدرانٍ تتغوّل.. ونتخلّص من هذا الوباء والبلاء وغيره من الأوبئة النفسيّة والأخلاقيّة العفنة التي ابتلينا بها.. وعششت في عقولنا وضمائرنا.. وسيطرت على سلوك وفكر الكثير الكثير منّا.. كالغدر والخيانة والكذب والفساد بأنواعه.. إلى جانب النفاق الذي نتحدّث عنه.
وهنا أسوق بعض صور النفاق في مجتمعاتنا على سبيل المثال لا الحصر.. ولا أخشى في قول الحقيقة إثماً أو وزرا. 
ثمّة من يصوم شهر رمضان الكريم وعدّة من أشهر أُخر بكلّ طواعية وتسليم وربّما يصلّي الفرض والنوافل.. ويجاهر بذلك في كلّ المحافل وفي الوقت عينه يكذب ويسرق ويغتاب وينمّ.. ولا يُطبّق شرع الله في صلة الرحم وتوزيع الميراث.. ويحسب الله عن فعله غافل.
يختلف الأخوة ويتباعدوا. 
يحرم بعض الآباء وحتّى الأمهات البنات من الميراث الشرعي الذي أمر الله به بحجج تافهة.. ويدّعون زوراً أنّ العرف قد جعل ذلك من المسلمات.
ثمّة الكثير ممن يعتلون المنابر ويمتشقون الخطاب الثائر. 
يحاضرون بالشرف والعفّة والفضيلة ويمضون ليلهم سُكارى في أحضان اللهو والرذيلة.
يلعنون الفساد والفاسدين والمفسدين.. ويؤيدون لعنتهم بألف آمين وآمين.. وعندما تُتاح لهم الفرصة يفسدون ويرشون ويرتشون ويسرقون ما ملكت أيمانهم.. ويسوقون لأنفسهم ولغيرهم المبرر والرخصة.
يلعنون الظلام والانقياد.. ويفرضونه عنوة على العباد.
ينافقون في الكلام والسلام في اليقظة والمنام وفي الحبّ والوئام.
بات الجوخ معقّماً من وفرة المسح والرعاة قد انتفخوا وتورّموا من صهيل المدح.
يعيثون في الأرض نفاقا.. يزرعون الأوهام.. يصادرون الأحلام.. ويعمّقون جراح الأبرياء في كلّ صباح ومساء.
وفي نبضة تأمُّل مشروعة تنهال سيول الأسئلة المقموعة؟!
كيف لنا أن ننهض ونتقدّم.. والفاسد الفاجر مكرّم.. والشريف من شظف العيش يتألّم؟!
كيف لنا أن نكون ومكارم الأخلاق في سكون.. وغدنا تكتنفه الريبة وسوء الظنون؟!
كيف لنا أن نقنع أبناءنا أن غدهم مشرق وربيعهم مورق وخريف حاضرهم يجرف أمانيهم ويُغرق؟!
كيف وكيف وألف كيف.. وصلنا إلى هذا الحيف؟! 
وفي خاتمة البوح الشفيف.. أقول بلا مواربة أو زيف.. لابدّ من مواجهة ومحاربة هذا الوباء والبلاء المخيف.. فإن لم يفلح الوعظ والبيان.. فبحدّ السيف.
سأكتفي.. لن أقول أكثر.. فقول الحقّ في زماننا لا يُقدّر وربما جرما لا يغتفر.. وتاجر الأوهام على أنّات المعذبين يسكر.
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق