الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022

مشيئة القدر...للمبدع أحمد طاطو

مشيئة القدر

هكذا نحن
نتدثر بمعطف النسيان
في زمنٍ تعصف به
رياح الهجر والحرمانْ
وتتجمّد فيه أفئدتنا
من صقيع الحسرة
كنّا نظنّه أمراََ عادياََ
قلناها مراراََ
إنها تقلّبات الفصول
فمن المستحيل أن يقوم حبّنا
على فصلٍ واحد
فجأةً، وفي ليلة دهماء
تراءتْ لي أطياف ذكرياتنا العتيقة
على أرصفة الحلم
كنا نستجدي لقاءاتنا المستحيلة
ونهرب من سجن العادات
والتقاليد الشرقية
نتلطّى هنا وهناك
لنتجاوز حراس الطرق
كلّ منّا يحمل قلبه بيده
وكان جسدانا
مجرّد سرابٍ أو غبارٍ
تتناقله النسمات المتأجّجة
من أنفاسنا المترنّحة
على قوارع الطرقات
تتسكّع بانتظار فرصة
لتسرق لحظة جميلة
نكون فيها معاََ
أحبك بأنانيتي المنهكة
من سنين البعد المضنية
كنت أبحث عنك في المجهول
بين ركام الماضي
وذكريات الطفولة
كان حباََ أجهل طريقة التعبير عنه
وأخاف أن أبوح به
وأصارع الساعات والأيام
كي أعلنه                                   
صدقيني يا سيدتي
ما كان في نيتي أن أهجر النوم
على شاطئ جفنيكِ
بعد أن أبحرت في دمع العيون
ألف مرة
لعلي أحظى بمرة
أكون فيها حبيبك الأبدي 
ألم يَحن الوقت 
كي نهرّب حبنا                                      
عبر الحدود؟ 
ألم يَحن الوقت 
كي نحيا عشقاََ                                     
أضعناه بغير قصد؟  
لن أُهزم هذه المرة                
لأنني تعلّمت أن أحافظ عليكِ 
لن أتخلّى عنكِ بعد أن وجدتكِ                             
ولن أضيع ما بقي من العمر    
إلا بكِ ومعكِ                                       
إني أحبكِ.. هذه مشيئتي 
وهذه مشيئة القدر   

أحمد طاطو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق