الأحد، 11 يونيو 2023

لن ننسى... للمبدع مفيد أبو فياض

لن ننسى أصولنا:
حين سكنا بيتا  ..كان يدلف في الشتاء لأن سقفه من ترابً وقصيب ...وجسور من خشب
كانت الالفة تَجمعُنا حولَ مدفأةٍ 
للحطب...
لم تَكنْ هناكَ كهرباء ...ولا غاز  بل مصباح
صغير يرقصُ كلما هبتْ الريح
عبر شقوق الباب أو النافذة
كأنما سمعت صوت ناي
وقصب...
كان أبي يروي لنا حكايات بكلامٍ
كأنهُ ذهب...
وأمي تُخيطُ لنا الثياب وتصنعُ رغيفً
الخبز.... من أرث السنابل ...
وأخي الكبير بجلب لنا
العنب ...
لم تكن حياتنا معقدة
طيبون نحن بمنتهى الخلق
والمحبة...
لم يَكنْ أبناؤنا يعرفون الشكولا
ولا قلة الأدب...
ولا يعرفون سوى بَسَماتْ الصباح
صباحكِ الخير ياامي يا أنشودة عشقي
إلى الأبد...من دمشق الشام إلى بيروت
وحلب...
صباح النور ياأبي
صباح الورد يا أختي...ويا أخي
هل غادر بعض المارقين لغة العرب
عن أواخر الوقت أتكلم
لم تعد اللحظة عابرة على
شغف الحياة...
تلك اللبنات التي كان جدي صنعها
من الطين والقش و(التبن) لم تكن
تكره الغيمات..
 ولا تملك حق حماية نفسها من
زخ المطر
حيث يهرق دمها تحت أقدام
الزمن...
لم تكن لتغير جلدتها دون
سبب...
نتنفس ذاك الغبار المكدس
 على وجه السنين
المعتق بالقدم
مهما أختنقنا لن ننسى الجليل
والنقب...
نقرأ التاريخ أحلاماً جميلة
وكأن
 صفحاته مقدسة...لكنه كان
رياء....وكذب.. 
نجرد ذاك الزمن من أسماله ...
نرى الحقيقة...
هذا الحاقد تعرى على ارصفة البؤس
اليائسة وفي أفواه النفاق
انتصب...

نهشت من تراب الأرض
تلك الأقوام البائدة
ثم طويت بعد أن ملَّتْ   وجه السماء
وخلط اللغات...على افواه
القِرَب...
عشتار أغية المراق
حيثُ وُلِدت منذ فجر الحب
قبل البداوة والرعاة
والغضب
لم تؤلم أحدا
لم تقتل أحدا
رسمت للناس كما أرادت لنفسها
 سبيلا ضفافه ورد
ومنحاه
يجمع الجميلات لتغني
(انت حبيبي  ونور عيونيأانتْ....)
كانت نسيجا من كلمات العقيق
تعلو في الفضاء....
ولا تشير لأحد ولو بالعتب
أريد أن أشربَ من يدك معتق عشقي
كؤوسا من الطلى
ومن جيدك عطرا ورحيقا
 وشامات....ياأشرف الأعراق
والنسب.. 
لا تبوحي بما يدور بيننا 
فقد تعاهدنا
أن نمتطي صهوة  الغايات
التي توصلنا كل يومٍ الى الفرح
منذ طلوع الشمس وحتى 
ما بعد سهرة
النجمات... 
ولاتهمنا الالفاظ الموسومة
بالجدب.....
مفيد________________________               
                                     أبوفيَّاض/سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق