**رحلتي مع الموسيقى**....
صوتٌ بشريٌ... يناديني..
صوتٌ قد احتضنتْ أوتاره جمالَ أصواتِ الطبيعةِ كافّة. يسحبني إلى داخلهِ ويعانقني بخيوطِ ألحانهِ العذبةِ الساحرةِ..
. يحملني إلى شرفة ِ السماءِ في لحظة ويُجلسني بين أحضانِ القمر..
فيُخيّلُ لي بأنَّ السماءَ مقطوعة موسيقية فالمايسترو هو القمر... والنجومُ هم العازفون... وأرى الغيومَ قد ارتسمتْ بأشكالِ آلاتهم الموسيقية....
ويهتزُّ القمر وإذ بعاصفةِ الموسيقى تجتاحُ الأرضَ.. فتوقظُ الشمسَ النائمة... وتواسي العاشقين في وحدتهم..تقتلعُ بصوتِها الجهيير كل قطعةِ روحٍٍ ذابلةٍ..... وتعيدُ الشبابَ إلى كلِ المشاعرِ الهرمة..
وإذا به يقذفُني ذاكَ الصوتُ البشريُّ الخفيُّ مجدداً إلى أحضانِ نهر واسعٍ.
ويرتسمُ فوقَ النهرِ أوتاراً.. ويبدأُ العزفُ.. وتنطلقُ موسيقى عذبة تلحفُ الطبيعة بكل جوانبها...شعرتُ للحظة بأن كل ما حولي ينطق......
أرى أنّ الصوت الخفيّ مصرٌّ على ملاحقتي..
فلقد حملني إلى وسطِ مكانٍ يكسُوهُ الضباب..وبدأتْ خيوطهُ تتقطّع فلمحْتُ من بينها رجلاً. شعرتُ بانكسارٍ في روحهِ وذبولٍ في مظهره... خرجَتْ كلّ تلكَ الأحزان أمامي فحادثتْني موسيقى أبكتْ كلَّ حواسي...
تمنيتُ أن يعودَ ذلك الصوت مجددا ليرميني إلى أعالي السماء أو يعود بي إلى ذلك النهر بعيداً عن كل هذا الحزن... فالروحُ البشرية تكره أنْ تحزن.. أن تبكي...
واستيقظتُ فجأة.. أنا في عالم الواقعِ مجدداً... ذلك الصوتُ الخفيّ قد جعلني أعيشُ ما لم أستطعْ أن أعيشهُ في أحلامي..
. أراني جانبَ الحزنِ والفرح...
جعلني أحادثُ القمر... وأفهم معنى الحزنِ عن كثب.. فدائما ما كنت أخشاه... فقَتلَ ذلك الخوفَ عندي...
ويظنُّ بأنه مازال خفياً ومجهول الهُويّة...
ولكن سأقولُ لك لقد كشفتُ تلك الهُويّة..
فمن له القدرة على فعلِ ذلك سوى صوتُ الكمان وألحانِه الشجيّة..
*هيلين الجردي*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق