الأربعاء، 25 سبتمبر 2019

لغة الجمال والكمال.... للشاعر بلقاسم غزيل

لغة الجمال و الكمال
هذا يراعي جرى من فيض واديها.....فصحى اللغات لسان المجد يحكيها
و ملء سمعي مقامات تطارحني .... عذب الكلام على أنغام شاديها
مجد العروبة غيض من فوا ضلها...و نغمة الحسن من موّال حاديها
نــلتٍ الكمـــال و حــقٍّ الـله يا لغة.... الــدّين جدّدها و الله حاميــــها
كمــثل غيث إذا تغدو معطّــــــــرة.... وجه الصحائف و الريحان يحـــذيـــــها
يا موئل الحسن يا فصحى مطهّرة....من كل عيب و يا سلوى أناجيها
يا دارة الأنس في حلّي و مرتحلي...يا ريشة الحبر قد عزت خوافيها
يا خيمة الخير يا أفياء خاطرتي....في مرفإ الأمن قد شدّت أواخيها
شيّدت بالشعر للأفهام  مملكة....نبض البلاغة حلي من قوافيها
عطّرت بالمسك تيجان الهوى زمنا...حتى غدا الدّرّ زهرا في حوافيها
و كنت للطبّ و التاريخ جامعة....تعلّم الغرب من أسفار ماضيها
و في الحساب و في الآداب رائعة...يغالب الرّومَ  قبل الفرس راويها
و في المقدمة العصماء كان لها... شهم من العرب في العمران يبنيها
و بالكتاب زعيم النحو طاف بها......بين النجوم فما هانت نواصيها
و في اللسان لسان العلم و العرب....جاء ابن مصر بما طابت دوانيها
و في الخصائص قد تاهت ذؤابتها....فوق اللغات فما يسطعن تشبيها
و كنت حصنا لأفهام الورى أبدا....ما ضقت ذرعا بما ضمّت حواشيها
قبلت ما طاب من ألوان معرفة...و ما رضيت بأوهام تحابيها
حار الزّمان فما ألفاك قاصرة... دون العلوم إذا شطّت مراميها
إيه نسيت هيام القلب يا لغتي...و ما ذرفت دموع الشّوق تمويها
لمّا غدا باقل يعلو بلكنته.... و صار قسّا وضيعا في نواديها
لمّا رأيت عقوقا من بني لغتي... عمدا و سهوا و ما ساموك تسفيها
لمّا رأيتك كالورقاء في فنــن... تردّد الشجو من بلوى لياليها
لمّا رموك بأوهام و ما علموا....أنّ اللغات جفاء القوم يدميها
خضت المعامع فارتدّت مكائدهــــــم.... يا ما تطاول بالإجحاف شانيــــــها
هل يبلغون شموخا من ذرى لـــــــغتي... و يحسبون لغــــيّات ٍ تدانيــــــها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق