رسالة الى المتنبي العظيم أرسلها عبر هذه القصيدة الموسومة :
+++ ((( جرحك الغائر ))) +++
أبا محَسَّد ماذا أنتَ فاعلُهُ
لو كنتَ في أمةٍ يقتاتُها الهرَفُ
يستطلعونَ الى مَنْ يستخِفُّ بهم
وإن يكنْ عندَه في عيشهم شظَفُ
قومٌ يسبّون من أرسى كرامتَهُم
ومَنْ يقولُ لهم : هذا هو الشّرَفُ
يصطادهم كلُّ مَنْ بالكيد يقصدهُم
بما لهُم من عقولٍ نصفُها خزَفُ
ماللنداءِ على أطلالهمْ أمِلٌ
قدْ بُحَّ صوتُ الذي يزهو بهِ النَّجفُ
نطقتَ حقاً وصدقاً في أماثلِهم
فإنَّهُم للعصا أمسى بهم شغَفُ
قدْ كُنتَ بالأمسِ جرحاً غائراً بهُمُ
واليومَ نحنُ بما عانيتَ نعترفُ
وكنتَ تذكرُ بوقاً لاخلاقَ لهُ
أمامَ قامتِك الشمّاء يزدلفُ
وكنتَ تملكُ نفساً كلّها ثقةٌ
قد كادَ يأتي عليها منهمُ التّلَفُ
أُنبيكَ أصبحتِ الأبواقُ عاتيةً
كلٌ الى حيثُ من يهوى بهِ خَرَفُ
وألفُ طبلٍ لمَن يرتادُ منصبِهِ
حتى وإن كان في الهيجاء لايقفُ
والناس قد أطلَقتْ منها ضمائرها
ومن مجانسةِ المعروفِ قد نظفوا
إيهٍ أبا الطيّبِ الأيامُ قد هزُلَتْ
وراح يقتلُ فيها أهلَها الشغَفُ
فالقومُ للمكرِ لمّا طارَ طائرُهم
لايعلمون جميعاً ماهو الهدفُ
للماءِ يُرْسلُهمْ فدمٌ ويُصدرُهُم
فدمٌ ، ولمْ يغترفْ من نَهرهمْ لهِفُ
لازالَ أعداؤكَ الأوغادُ قاطبةً
من عنفوانك يومَ الرّوعِ ترتجفُ
فأنتَ تعرفُ فيما خضتَ من أدبٍ
من أينَ تؤكلُ أو لاتؤكلُ الكتِفُ
وجُرحك الغائرُ المغوارُ حين طغى
بهِ لسانُكَ : مصداقاً لما تصفُ
إنَّ الكرامَ الأُلى كنّا نشيدُ بهم
لم يبقَ منهُم لما يجلو القذى نُتَفُ
يُهنيك أنكَ قد أمسيتَ في جدَثٍ
ونحنُ بعدكَ في الأحياء نقتطفُ
الشاعر أبو عقيل الناصري
مسلم مصارع علوان الحساني/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق