الأربعاء، 27 أبريل 2022

الرجل المطر.. للمبدعة إنصاف قرقناوي

الرجل المطر  (٢٧)

نزل علي الخبر كالصاعقة.
لم أعرف ماذا أقول له بعد أن أخبرني بأن حادث السير كان مدبرا وبفعل فاعل.
شعرت بأن أطرافي ترتجف من الخوف، وبأن عقلي توقف عن التفكير، حتى أن الكلمات كانت ترتعش على شفتيَّ عندما سألته قائلة:
ماذا تعني بكلامك هذا يا غيث؟؟ 
لم؟ لم يريدون قتلك أو إيذاءك؟
من هم هؤلاء المجرمين؟؟
من له المصلحة في التخلص منك؟
وبدأت دموعي تنهمر كالشلال وأنا في قمة الانهيار بسبب ما سمعته.
تمنيت في تلك اللحظة لو أن ما يحدث ليس إلا كابوسا أتمنى أن ينتهي في أسرع وقت. 

فما كان من غيث إلا أن أتى ليجلس بجانبي ويضمني إلى صدره لِيُهدِّأ من روعي قائلا:
حبيبتي شمس أرجو أن تتمالكي نفسك قليلا، أنا معك الآن وهذا ما يهم.
أما عن سبب استهدافي فأنا مازلت أتحقق من الأمر لكن لا دليل واضح لدي حتى هذه اللحظة.
كل ما أعرفه هو أن هناك ثأر ما بين والدي وأحد شركائه القدامى في العمل، كانت هناك صفقة ما بينهما وخسرا خسارة فادحة منذ بضعة أشهر، وعلى أثرها تضرر هذا الرجل بخسائر مادية كبيرة أفقدته الكثير من ثروته وفقد سمعته في سوق المال، وظن بأن والدي تعمد أذيته بهذا الشكل، فقرر أن ينتقم منه بمحاولة قتلي.

فقلت :
وما ذنبك أنت؟؟ 
هل قتل روح بريئة من أجل الانتقام بهذه البساطة والسهولة لدى هؤلاء الناس؟
غيث، هل أبلغت الشرطة عنهم؟
لا بد من إجراء تحقيق لينال هذا المجرم عقابه.
لكن كيف عرفت بأن الأمر كان بفعل فاعل؟؟

فأجاب:
لأن والدي وصلته رسالة تهديد من قبل هذا الشخص يقول فيها بأنه لن يترك حقه حتى لو كلفه هذا الأمر حياته، وقال بصريح العبارة أنه سيجعل والدي يبكي على أغلى ما يملك.
ولا شيء أغلى مني أنا وأختي لديه، لكن بما أني أدير أعمال والدي هنا فهذا دليل كاف ودافع كبير له للانتقام. 

فقلت: 
وما العمل الآن؟ هذا يعني بأنك ستبقى مهددا ومستهدفا.

فقال:
أجل حبيبتي، وأنا لا أريد أن أسبب لك الأذى. 
والقرار لك الآن. 
بإمكانك أن تبقي معي لنخوض هذه المحنة معا، ولك حرية القرار بالانسحاب من حياتي ولن ألومك على الإطلاق. 

وكانت ليلة من أتعس ليالي عمري، كابوس قد لا أستيقظ منه، وقرار مصيري جديد ليس منه مفر ولا خيار. 

إنصاف غسان قرقناوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق