( عرائشُُُ و عَناقيد )
في الجِنانِ نَمَت عَرائِشُُ وكُرومُ
يا لَيتهَُ العُنقودُ في كَرمِها يَدومُ
و نَعصُرُ من حَقلِها ما نَشتَهي ... وما نَرومُ
جَلَستُ في ظِلٌِها الآجامُ مُترَفَةً بالعَطاء مِثلَ النُجوم
في ساعَةِ الأصيلِ ... يا بِئسَها ... في خاطِري الهُموم
كَم تَراكَمَت ... وكَذا الأحزانُ ... تَراكَمَت في مُهجَتي تُقيم
أتَأمٌَلُ وفِكري شارِداً ... تَحجُبَ مَنفاهُ الغُيوم
كَيفَ أنساها الرُبوع ... كُرومها دانِياتُُ ... دانِيات؟
والعناقيدُ من غُصنِها في الدَلال ...
منذا الذي لا يَروم
كَأنٌَما عَصيرَها في كَأسِهِ المَلآن ...
مُذابَهُ المُرجانُ ... وتِشرينَهُ الرَمٌَان
بِساطُُ أخضَرُُ فَوقَهُ الطَيرُ هائِمات ...
أسرابَها بيضُ الحَمامُ
من شَهدِهِ العُنقودُ ... كَم ذَكَرتَهُ ثَغرَها
ومِن خَضارِها الأوراقُ ... خُضرَ العُيون
يا وَيحَها الأيٌَام ... والكَرمَةُ ... حَرٌَضَت تِلكَ الظُنون
يُحَرٌِكُ النَسيمُ أغصانِها
يا لَها أعطافَكِ إذ تُداعِبها في غِنجِها النَسَمات
يا لَلعَناقيدِ في صَدرِها ناضِجاتُُ ... ناضِجات
قُلتُ في نَفسي : الخَمرةُ من جَنيِها الكَرمَةُ قِطافها ؟
أم منَ الشِفاهِ شَهدَها ... عَلى الكُرومِ يَطوف ؟
يالَها حَلاوَةُُ في الشِفاه ... لو أنا قَبٌَلتها
من ثَغرِها قُبلَةً ... من صَدرِها زَنبَقاً ونَرجِساً تَهواهُ الأُنوفَ
إن أسكَرَت خَمرَةُ العُنقودِ مَرٌَةً
نَسكَرُ من خَمرِهِ ثَغرها عَشَراتِ الأُلوف
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق