الثلاثاء، 26 فبراير 2019

سراب الحب ....للدكتور عبد العالي لقدوعي

* سرابُ الحب *

حديثُك يا حمّادُ في اللّيل مُمتعٌ * وذِكرُ جَميلٍ والمُحبّين مُفزعٌ
وهل بعد ليلى تذرفُ الدمعَ غيمةٌ * ومِن بعد قيسٍ،هل يراعُك مُبدعٌ؟
تفسّخ هذا الجيلُ،حتّى كأنّهُم * مُسُوخٌ،وأنّ الوجهَ منهُم مُقنّعٌ
وغُيّرَ معنى الحُب فيهم بداهةًَ * فضَاعَ حنانٌ،والأحاسيسَ ضيّعُوا
تلطّخ بالفحشاء والعهر والخَنَا * كلحمٍ خبيثٍ،فهْوَ للدود مرْتَعٌ
ودربُ الهوى فيهم يقودُ إلى الزّنى * ومَنْ أدْمن اللّذاتِ،هيهاتَ يشبعُ
ألا فيكمُ مِن آل عُذرةَ مُخلصٌ * يقومُ خطيبًا،والفضائِلَ يجمعُ؟
ألا واعظٌ ينفي الصّخورَ عن الهوى * ويُرجعُ عهدَ الحُب كالماءِ ينبُعُ؟
تعذّبَ مجنونُ اِبْنِ عامرَ بالهوى * وما كانَ -حاشاهُ - إلى الفُحش يُسرعُ
وهذا جميلٌ قد قضى مُتعفّفًا * وعبّاسُ فوزٍ للمُحبّين مرجِعٌ
جرى الماءُ في الصّحراء،فاخضرّ عُشبُها * وأينعَ زرعٌ،والمحاصيلُ تطلُعُ
وحلّ شتاتٌ بالمكانِ،فعرّسُوا * وصارتْ قُرًى تحمي الغريبَ وتمنعُ
فجاء لئيمٌ لوّث الماءَ،فانْتهى * نعيمٌ،وبادَ النّخلُ،والقومُ ودّعُوا...
فذلك نهرُ الحُب،عذبٌ بقيعةٍ * ومن لوّث الأمواهَ،لا يتورّعُ

بقلمي: عبد العالي لقدوعي،من الجزائر.
يوم 26-01-2019 م.

هناك تعليق واحد:

  1. جميل أن اقراء حروف تجتمع مع النجم بلمعانها بليغة المعنى فلا رائعة وحفظتها ..

    ردحذف