الخميس، 28 فبراير 2019

قصتي مع الشتاء ----- للمتألقة هيلين الجردي

مشاركتي الأولى..

قصتي مع الشتاء.. 

لا أدري لم الشتاء يلمس بأصابعهِ الباردةِ جروحي محاولاً فتحها وينجح أغلب الأحيان.!فتراها تنزفُ من جديدٍ.. جروحي لا تنزف دما ! بل تنزف شوقاً... حنيناً... فقداناً.. ألماً و تنزفُ حكايةً موجعةً.. أرى كل ما سبق يتساقطُ أمامي ويتفجّرُ بعدها صندوقُ الذكريات المرير الذي رميته في بحر النسيان.. لا أحد يعرف موقعه.. وجهل ذلك من أجمل النعم.. وبعدها يهطلُ المطرُ وكأن الشتاءَ أدرك ذنبه وقرر أن يصنع لي بحر نسيان جديد يتقبّل ذاك الصندوق اللعين.. ولكن من غير جدوى.. ما زلت أشعر بشيءٍ بغيض ومزعج.. يحاول خلق تلك الرياح القوية لعلّها تقتلع ذلك الصندوق ولكن من غير جدوى... ثم يهطل الثلج ليدغدغ روحي بكل رقة بمظهره الباهي ناصع البياض كحمامة سلام تحاولُ أن تطبّب جراحي ولكن لا فائدة... وبينما أنا جالسة والذكريات تستمرُ بالتساقط من تلك الجراح يتساقط المطر.. لم أكترث أبدا في البداية فلقد فشلت تلك المحاولة سابقاً. ولكن... مهلاً ذاك الصوت.. صوت أشبه بتأثيراتهِ قيثارة أورفيوس التي تبعثُ بأنغامها ما يجعل الحجرَ بشراً!! و إذ به صوتُ المطر.. لا أدري لم أشعر بأنه يخاطبني ويواسيني ويطبّب جراحي.. فيرسلُ رسائل الشوق والحنين تلك لأصحابها.. يتحدّث معي عن أخبارِ من افتقدهم في الحياة الدنيا... وينتصر بصوتهِ على أنين تلك الحكاية الموجعة التي أرهقتْ روحي بسماعها... هذا هو الشتاء يجرح ويدواي...

*هيلين الجردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق