الأحد، 19 مايو 2019

نبض الحياة...... للمبدعة روضة القطيطي

قصة قصيرة " نبض الحياة "
حمامة بيضاء تخفق بأجنحتها تود أن تحلق عاليا لتلحق بالسحب ولا تعود.
وتلتقى بذكر حزين من جنسها على غيمة كئيب يداوى الجرح منفردا مهموما معزولا عن ضجيج الحياة.
لما التقته فرحت بوجوده وآنست وحشتها لكنه أزاح عنها وأراد أن يلملم جراحه منفردا.
ذاك طبعه ربما ما عاشه كان عصيبا جعله ينفر من كل آنسة وخاصة تلك التى تأتي من عند أنثى، لكن للحظات التفت ونظر إلى عينيها فابتسمت تمتم وتلعثم وقال لها آسف.
هي فهمت وقدرت ما هو فيه وانتظرت حتى يفيق من غفوته فهي كذلك عاشت ما عاشه من أسى فقبلت اعتذاره.
خجل وسألها عن اسمها ومن أين أتت. قالت انا حمامة بيضاء هاربة من سواد حياة ليس فيها شيء سواء أن تبقى بعيدة ووحيدة، فهم أنها فى حال ليست ببعيدة عما عاشه وقال لها لقد أتيت إلى طبيب جريح فكيف يداوي من قصده للتداوي
فما زادها هذا الاعتراف إلا سوادا على سواد، طأطأت الرأس أسفا وتطايرت دمعات عين ما انفكأت تذرف وأسدل القلب رداء الحزن وانصرف.
اقترب منها وقال لها أتبكين هي حقيقة بحجم الدمع الذى تذرفين قد عانيت ممن لا يقدر قطرة الدمع ولا بسمة الوجه ولا براءة العين ولا طهر القلب. ويا أسفاه يا غريبة حالك وحالي أشبه بغيمتين انفردتا في السماءلوحدهما عن عاصفة هولاء.
قالت "يكفينا ما قاسيناه"
هي تقول هذا الكلام لتخلق من ضعفها قوة ولا تريد أن تستسلم للعواصف
نعم لا تريد لأنها أقنعت نفسها أن من حزنت لأجله لا يستحق منها كل هذا الأسى.
كلماتها الصادقة النابعة من طهر قلبها أثرت فى الطائر الحزين وقال"نعم من هم حتى نحزن على رحيلهم أنحن تركناهم لا هم أبو إكمال المسير، حقا إنه غباء ولا يستحق كل هذا العناء"
"نعم فانبتسم ونغسل ونطهر قلبينا من كل أسى "
هكذا قالت الحمامة ورفرفت بجناحيها حالمة بغد أفضل.
بقلمي روضة القطيطي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق