من القصائد التي القيتها
مساء هذا اليوم في (( ملتقى اربد الثقافي ))
مساء الخير
............................
الشام قافيتي
الشام قافيتي عشقُ الندى أمرُ
فيها الجمالُ ربيعٌ و الهوى حرُّ
غنيّتُ فيها زمانَ الوصلِ من شجنٍ
حتى رماني عليلاً سحرهُ الزّهرُ
ما كلّ عشقٍ إذا ما رمتَهُ اشتعلتْ
فيه المزاهرُ أنغاماً فتنسرُّ
لكنّهً الوجعُ المبثوث من أرقٍ
ليلٌ تهافتَ في أوّارهِ الصَّبرُ
أهفو إلى الشامِ ماءُ العينِ يغسلُني
بالدَّنِ يُسكرُني من بكرِهِ الخمرُ
فالياسمينُ على روضاتِ شرفتِها
غصنُ تبسَّم يشجي وجدَهُ البدرُ
حقٌّ لها فدمشقً الحبِّ باقيةُ
مرجاً من الورد يُحيي زهوهُ الطيرُ
إني المتيّمُ كم شوقي يُمزقني
أغفو و أصحو كئيباً مسّهُ الضُّرُّ
يا ويحَ قلبيَ إن مرّت بذاكرتي
تلك البقايا و ما أزرى بها الدَّهرُ
*** *** ***
ماذا دهانا و أرضُ الشامِ باكية
تشكو مرارةَ من أضنى به العمرُ
ما بالُ هرّتنا لا مَوء تُطربنا
و لا حفيفَ بكبادٍ و لا بِشرً
و لا العصافير عادت حيثُ جوقتها
على دوالٍ ببابِ الدار تخضرُّ
و لا رضيّةُ تأتي من دجى قمرٍ
تسقي الورودَ بصبحٍ اضحى يفترُّ
و لا صياحٌ لديكِ البيتِ يوقظُنا
وقت الشروقِ لشمس طلعُها البشْرُ
و لا روافدُ نهرٍ كان يرشفُنا
بين البيوتِ رذاذاً طعمُهُ السّكرُ
جفّت خوافقُنا ما عاد يُلهمُنا
سحرٌ تبددَ من أوجاعهِ الشّعرُ
حتى الدروبَ الى الحارات مغلقةٌ
قنديلها سغبُ قد عافهُ القطرُ
و نحنُ وا أسفي أضغاث داجيةٍ
وهمٌ تشتتَ لا فرٌّ و لا كرًّ
لكنّ لي أملٌ في طيفِ مازنةٍ
فوق الشآم يراود دمعها النهرُ
عسى نراها بطلٍّ نازفٍ غدِقٍ
تروي العجافَ بماءٍ سرُّه الطهرُ
هذي القوافي تهيمُ اليومَ من عتبٍ
مَن للشآم إذا ما سامها الشرُّ
محسن محمد الرجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق