رحلة مع الحياة(ج.1)
بقلمي. سلمى اميمةنور يطو
بعد بزوغ الفجر، يطرق الصمت، جوف الصباح، وتكتم الأنفاس دقائق،خشية من الله، ترتل حواس الجسم إيمانا وحمدا، استفتاحا لولادة جديدة، ومرحلة للجسد، بعد استنشاقه عبير الموت، يستقبل التحية، ليوم جميل، ونسمات البحر المنعشة تسلبك من بعيد، طرقات مبتلة، وأضواء تختفي تدريجيا مع شروق الشمس، صباحات وأرقام وحسابات، تتجدد من جديد، مع رائحة القهوة والخبز الساخن، يقتل الملل بين الشوارع الشعبية الممتلئة بالشغف، وروح العمل، تستقطب كل أنواع التجارة، والأجناس المختلفة،من المدن المجاورة، عالم يقتسم الرزق، صورة مزخرفة بأجمل الألوان، ترى التفاؤل
وحرارة العمل والشقاء على وجوههم، هكذا اعتاد الجميع كل يوم، يقاتلون من أجل حياتهم ومستقبل أطفالهم، أحلام تنتظر، والشغف يفتح قلوبا تعشق العمل، لا تقف في مكانك كي يأتك الأجمل، ولا يكفي العمل كي تحقق مبتغاك، إذا لم تتوكل على الله لن تصل، هذا هو شعارهم وثقتهم باالله، ما أحوج نفوسنا للإيمان، بكل بساطه يعيشون يوما بعد يوم، والحياة تمضي، اقترب الغروب، وفي طريق العودة، أنيرت الأضواء من جديد، ونسمات تلفح وجهك، يتملكك عشق الأماكن، والهدوء على عتبة الطريق، تجلس تلك العجوز تراقب المارة، كأنها تحرس المكان خوفا عليه، ترى عيونها تستفز الخطوات التي تمضي من أمامها، وبذور القرنفل التي كانت تسقيها دائما، وأخيرا أزهرت بعد عناء وتعب ،أخذ منها وقتا طويلا، تنظر إليها وهي تبتسم، همزة وصل وحب الممتلئة بالحنين، بغض النظر على مصاعب الدنيا، هناك فجوة وبصيص يعطيك أملا للحياة، فقط كل ماتفعله يكون سالما وفيه فائدة، خال من الأخطاء، كي يجازك الله بما تستحق، فاجعل صباحك التوكل على الله، وبمبادئك وأخلاقك، ينتهي يومك بخط مستقيم، فعندما يكون الزرع جيدا يكون المنتوج أجود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق