الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

قصة قصيرة..هذيان --- للمتألقة عفاف خيرت

#قصة قصيرة
(( هذيان ))
عند الأصيل ، فنجان قهوتي ، سجائري، قداحتي ، وصندوقي الخشبي الجميل ، 
كنزي الثمين ، يحلو لي أحيانا ان أتفقد ما فيه.
بحذر شديدفتحت غطاءه المرصع بالياقوت والزفير..أحب الياقوت الأحمر وشذا العنبر الجميل ،
آه ياعبق السنين ، كل تلك القصاصات والأشياء الصغيرة العزيزة الحبيبة
آه ياعالمي المسحور الجميل ، تلك زهرة قرنفل حمراء مجففة تتوسد كتابي الأول
الذي قرأت ، أول عهدي بعشق المعاني والكلمات ،
زهرتي الجميلة أهداها حبيبي لي يوما ، على غصنها ورقة "لم أرك منذ الصباح ، وحشتيني"  ، وخاتم صغير به ياقوتة حمراء تحيط به ورقة "
ياقوته حمراء كقلبك المشتعل دوما ، أحيطي به إصبعك ..واذكريني" قصاصة اخرى
معطرة بشذا العنبر خط عليها "أهديك عطري ومعه قلبي '
آه حبيبي  ، يال رقته وعذوبة كلماته  ، يال حنيني إليه يؤرقني  ، ويقض الشوق إليه مضجعي ، قلبي أنهار حنين .
دمية صغيرة على شكل قطة كتب عليها "قطتي الناعمة مكانك بحضني شاغرا...حصليني"... أواه كتبها حين سافر سفرا بعيدا ، رحلة عمل استغرقت شهورا، يال الذكريات ،
وتلك علب سجائر فارغة ، وأعقاب محترقة ، لامست شفتيه يوما  ، احتوتها أنامله.
وهذا عقد من اللؤلؤ ،  أذكر جيدا قضينا أمسيات فى جمعه وتنسيقه ، أمسيات غالية
كتب عليه "أحيطك بحبات اللؤلؤ لتزينيها " أحب اللؤلؤ يذكرني بدموع الأطفال البريئة 
،وهذه بقايا زهور الياسمين ،  جمعتها يوما من على اسفلت الطريق ، لا أتحمل
رؤية الياسمين تدوسه الأقدام فى الطريق ، وضعتها فى فرش من حرير ،
بعضها ذابلا ميتا وبعضها لا يزال ينزف حنين ، جراحه لا تطيب ، كم أعشق الياسمين 
وهذه قصص الحب الاسطورية ، سندريلا ، سنووايت ، أرجعتني للوراء سنينا
كنت أقراها وأنا مأخوذة ، مبهورة الأنفاس ، فتلهمني أحلاما جميلة أنتظر فيها أن يأت الأمير ويقبلني قبلة الحياة ومرت السنين  ، ولم يأت الأمير.
وهذا قلمي القديم رافقني سنينا ، جف حبره ، يال قلمي العزيز .
ضممت اشيائي الحبيبات إلى صدري وانساب دمع. الحنين ، ومرت السنوات أمام ناظري ، كقطار مندفع سريع ، أوشك أن يصل لنهاية رحلته وجريه  الطويل ، وهممت أن أوسد بقايا أيامي و أرقدها فى صندوقي الحبيب ،انفلتت قصاصة من بين يدي
التقطتها لهفى قبل أن تسقط ,هممت بتقبيلهامعتذرة للذكرى التى احتوتها ،و....
ربااااااه ماهذا ، إنه ،  إنه خطي أنا ، نعم هو ، خطى أنا !!!! هذا خط قلمي أعرفه
فقد عانق أصابعي سنينا، خطه المرتبك عندما كانت تفيض المشاعر وتتلاحق
ويكتبها دونما تدقيق ، وأيضا تلك سجائري أنا ، كل تلك السجائر أحرقتها وأحرقتني
آآآه  كل القصاصات والخطابات والبرقيات والهدايا ،
إنه خطي أنا على يقين  ،
آن الأوان لأعترف ، لأفيق من  هذياني ،من الوهم الجميل ،
لم يكن لي يوما حبيب ، ولا أهداني أحدا زهورا وعطورا ولا صارحني الحنين
إنه قلمي أهداني كنزي الثمين .
أغلقت صندوقى وودعت الوهم الجميل ، كل ماكان رمزا فى عالمى المسحور الجميل
يجب أن أفيق من الهذيان والوهم العقيم .
فى البحر ألقيته ومعه قلبى الحزين ، في البحرأعماقا عامرة زاخرة بالحياة والضجيج
خير له من ان يسكن أعماقا خاوية ساكنة كنهر أبدا لا يفيض .
هرع الناس من كل حدب وصوب ،
ما هذا الذى ارتطم بالماء ؟!!!! الكل يصيح
قلت :  إنتحار .                                                       

     #سيدة القمر                                          بقلم#عفاف_خيرت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق