قريبامكثت منها غير بعيد
تبادلني نظراتي من غير عديد
أغضُّ الطرف عنها مرة
وألف نظرة أكرها النظر وأعيد
في مقتبل عمرها عشرون عاما أو تزيد
حاولت منع نفسي يرغمني جمالها
رمتني سهام من عيونها خلتني شريد
فتية و الجسم مثل مهرة براري
تقرع الأرض فكأنما صوت رعيد
مفتولة القد يشبه عود الخيزران
رشيقة وخفيفة و تقارع حديد
هرولة تمر أود لو أسابقها
و أحن شوقا بالسماح لو تريد
تمر جانبي وناظري طوقا لها
ومن طرفها تبادلني مزيد
أحاور نفسي هل أبادرها
ولو بتحية وأخشى التهديد
وتمضي وأمضي متابع بناظري مسيرها
وأكاد جريا وراءها وأنا قعيد
على مقعد أحتسي قهوتي متأملا
وسيجارتي بيدي والمصاب شديد
كيف تعلق قلبي بها ما دريت
ما عرفتها قبلاً وما بيننا مواعيد
مجرد لقاء قدر وفي حديقة نلتقي
بادلتني نظراتها فكيف عنها أحيد
أشغلتني بحسنها فهام قلبي بحبها
وأفقدتني صوابي وأنا كنت الرشيد
آتي إلى المكان كل يوم لأشهدها
أحست اهتمامي بها فصارت تزيد
مساء كان كل يوم مجيئها
وفي الصبح مجيئا صارت تعيد
فأرقب الوقت علها قبل الموعد آتيةً
وعلى أحر الشوق تنظر عيوني للبعيد
يرفرف قلبي عند طلتها
ويغمرني الشعور نشوة أني سعيد
تبادر مضمار السباق وكلها ثقة
كغزالة تبدأ الجري بجري سديد
ويسرح خيالي في قوامها وحسنها
وأودع الروح عندها فما تحيد
دلوعة تتمختر كما حجل بمقربة
ودوني الطول منها فذاك بعيد
ما مانعت ودا وما استاءت لنظرة
حتى التحايا تردها باحترام شديد
أياترى فارق العمر كان مانعا قربا
أم القلب يقرب بالأماني البعيد
لله درها كم أشغلتني بحسنها
وكأنما حبا لها من ألف عام أو يزيد
عام أو مايزيد على ذاك الحال
أدمنتها يخضعني الشوق كما العبيد
وأنتظر كل يوم حضورها
ويخفق في القلب لهفة الوريد
لكن يا حسرتي ماكان الهناء
قسمتي،، وكانت مجرد حلم سعيد
لاخبر عنها فجأة وتغيبت
ما عدت رأيتها من قريب ولامن بعيد
وأسأل كل الناس ما غييبها
الكل يجهل ماالسبب ولا أحد يفيد
أهجر مقعدي والناس وقهوتي
وأعود محزوناً والهم رفيقي الوحيد
أعاود كرات الانتظار ولا أثرا لها
ملهوف أعرف خبر لفرحتي يعيد
تخونني الأماكن وساعتي و الانتظار
ينقبض قلبي والخوف يزيد
تمر بخيالي مثل سحابة غيث
روت عطش أرض وراحت بعيد .
بقلمي : فواز محمد الحلبي
29/ 3/2020 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق