*** دموع البنان بين زفرات الخلّان ***
_______
فيض من المشاعر قد حبانا الله إياها ، نتوه حينا بين ضجيجها ، تختلط علينا الأمور حينا آخر ، فيسود الشقاق بين الروح فيعجز الفكر بأن يُدلي بدلوه في نفوسنا ، ليتخذ قرارات متزنة لا نندم عليها لاحقا ..
ليتنا لا ننسى بأن كل منا لم يتواجد وحده في هذا الكون ، ولن يعيش بعيدا عن رحايا الحياة وضجيجها، فهناك الوجه الآخر وعلاقات تجمعنا قد وصفها الله _ سبحانه _ بالإنسانية ، وقد رفع من شأنها لِما لها من دور في تقوية النفوس البشرية والتي على أساسها تَعمر هذه الأرض وتثمر بعقائد راسخة قوية . .
لكنني جئت اليوم بحرف شاكٍ ، ينتابه العجز أمام ما يجول بما بين الصدور فتخونه العبارات وتسقط أحباره مترنحة على أعتاب الصفحات ، لِما يراه بما يسمى تقلبات مشاعر ، وأحاسيس حسب الرغبة المهترئة بسبب عصيانها لنبض الروح ...
فيا قارئ حرفي ليتك تعي ما بعد السطور ، أيجوز أن تكون مشاعرنا دمية بأيدينا ، نغيرها ونبدلها كيفما نشاء ..
أين ذهبت تلك المشاعر والعلاقات الإنسانية ، فلو لم تكن تحظى بأساسات وركائز متجذرة في أصولنا لن تصمد كثيرا أمام رياح عابثة إن هبّت لا تُبقي ولا تذر ..
ركائز عديدة لو تعمقنا في مدرارها ،لوجدنا أن الحب والود هما أساس أي علاقة بين البشر ، وما يحمي تلك العلاقات هو صفاء السريرة ، ونقاء النفوس من شوائب البغض وربما يكون للأقنعة الملونة التي يرتديها البعض دور بارز في إخفاء تلك المشاعر ..
كم هو جميل بل هو حظ عظيم لم يصافح تلك النفوس النقية ، ويجعلها له مرفأ بعد طول سفر بين صفحات أسفاره ، والأجمل أن تعثر على ذاك الحب والود الذي يفتقده الكثير منا ، _ وأقصد هنا _ الحب الحقيقي الذي يتنزه عن كل مصلحة بل يرى أصحابه فيه دربا تملؤه تلك الزهور الوردية ، حتى وإن أصاب تلك العلاقة خريف عابر ليبقى ذكرى بين سطور نبض القلوب ، والتي سرعان تعود لمعدنها الأصيل ، فترافق نبضها بكل عفوية ..
لِم لا نصفح ، لِم لا نتناسى مواقفا ، لِم لا نعفو ، ولِم لا نعود لفطرة قد أوجدها الله في قلوبنا ، ولماذا لا نلتمس لبعضنا أعذارا
ولِم لا نحتوي ما نسميه ردة فعل ، أو كما يُقال لكل فعل ردة فعل .. نعم أنا معك لكل فعل ردة فعل ولكن ...
أليست لقلوبنا ووجداننا علينا حق ... أليست ضمائرنا عليها واجب ... فلِم لا نحتوي من نحب ومن نَكِن له كل الود والاحترام فلا نتعامل بردة فعل إلا بكل رويّة ، حتى يعانق وليد مشاعرنا أرواحنا ، فننسج من تلك العلاقات الإنسانية محرابا لكل ناسك متعبد يحمل شعار الإنسانية ..
هذا بناني أثقله الدمع من خلاني ، فآثر أن يروي حكاية مغايرة ، قد أفصح عنها حرفي وقد عجز أمامها بياني ، لِما أصاب تلك المشاعر من نصل المزاجية ، فخانت المآقي أحبارها ، ولعلها تروي أخاديد كفوف ، صفع وجنتيها شجنُ رحيل مشاعر كانت وكأنها أطياف عبثية ..
فيا خليل حرفي ، ويا رفيق آدميتي .. ليتنا ننادي بالحب والود وصدق المشاعر ، ونقدس صفات جلّ من أوجدها بين حنايا البشرية ، ونغتال كل قناع واهٍ ونجعله ذرات دقيق نُثر فتاهت خطاه بين أكوام قش خارت قواها أمام نسمات ودّ أزلية ..
وتبقى دوما لحكايانا بقية . ..
_______________________
للحكايا بقية / نجلاء جميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق