دعوني أنام على أعتابها
********************
تذكرتك حين ماتت الذكرى
وأسرجتُ إليك عتابي على أعتابِ
شوقي الدافق من طول انتظاري
تنهدت الكلمات ببابك المتصدع
وعانقت ابتسامتك الصفراء كل أفكاري المتجمدة من سنين الأمل الممتدة إلى لحدكِ الجديد ...
أين ضحكاتك المورِّدة بلونها الزهري
اين ألحانها العذبة وصداها المداهم لسكون الليل ...
أين شعاع السراج المرتجف ...
آه ثم آه على خطوات مضت في بلاطك المتعجرف ...
وضاعت ولن تعود
اه على قلوبٍ أشرقت ابتساماتها في دروبك وعلى شرفاتك ...
كنا نراها فترسم الأمل في حبك
لسنين الخير القادم
آه على سحر جمالك مبهر الأبصار
وسيد الآثار ...
ليت أحجارك تتكلم وتتمتم على يد رعديد فتسحقها ...
لن يطول العمر لشوك أدماكِ ...
ولن تخلد أيادٍ جرحت محياك ...
ستطلّ مع شروق شمسنا الجديدة
آفاق تولد من نبعنا الدافق ...
وتمحي كل آثار التراب الأحمر
ستزيل نسماتها غباره الحمراء ذات اللون القاني عن حجارتها العطرة الزكية المشبعة بعبق الورود المستحيَّة
ذات الخدود الزهرية نعم كنت أراها على
رصيفك الصغير تتكلم وتتهامس كانت تنحني لمروري وترد سلامي وهي خجلى
تغض الطرف عن محارمنا
وتذود الضر عن شرفنا ...
كانوا فتية صفاتهم حسن الخلق ونهجهم الإيمان ... سنابل من الخير سحقتها سنان القلوب الصمّاء القاسية فصارت
حَباً وحُباً سينبت من جديد ... ولن يضيع
على شرفاتك ستعود نوافذك المتكسرة
تفتح من جديد تطل على قباب المئذنة الشامخة ...
ونسمع زقزقة العصافير على أشجار البيلسان العاطر ...
والصفصاف المستحي على جنباتك ناطر
وتحلِّق أسراب السنونو في سمائكِ تشكل دوائر ...
واعود اسمع أنغام ناعورتك وانا اتمدد في فراشي على السطح المجاور ...
وتهديني أجمل الألحان بصوتها الساحر
آه ... وألف .. آه ..
على تاريخكِ الممتد عبر آلاف السنين
ان تدكّه شعلة غضب أزرق ...
ان تذويهِ نار الحقد الأحمق ...
في ساعةِ ألفيَّة خمرٍ تتبادلها يد الدناسة
بلا عقل وقهقهات النجوم تلمع على كتف
الطريق الأخضر والأحمر والمبرقع
ترسل خطابات الحمم الحارقة ...
وكتل الشعارات المدمرة ...
ليتها كانت على من ساح في حرماتنا ...
وتخطّى حرَّاسنا ...
وعاث في مقدساتنا ...
شلّت مجنزرات الموت بكم ...
أيها الأغبياء ...
وهوت نفاثاتكم الصماء ...
على شرفاتكم المزخرفة ...
الملونة بالدماء ...
كفاكم نباح .. كفاكم عويل ...
لن ينفعكم شرق غبي !
ولا دعم غربي ...
وستعود أيامكم قاحلة
ويرجع المنجل يملئ فراغكم
سنين قحط ...
ويأكل الشوك براطم جمالكم
ويشحُّ النفط ...
وتشيخ في صدوركم قلوب
صماء فجَّرها الضغط ...
كم حلمت بفجرٍ جديد
يمحي ظلمة الليالي السوداء
ويشمخ فوق كل جور ...
وفوق كل جبار عنيد ...
مع اقتراب بزوغ الفجر
دعوني ... دعوني ...
أنام على أعتابها ...
سأنام لأحلم بما أريد ...
أو بما ربي يريد ...
بقلم : عبد الرزاق سعدة
===============
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق