كورونا
تراءى الطاعون يسقي و يروي كل الأراضي
شرقا و غربا حتى المنخفضة من الأراضي
بوابل من الأسى انقلبت و اختلت موازين
صارت مقلوبة لا أساس و لا حتى تقاضي
ضج العالم بمخاوف و تزعزع و ارتجاف
ينشد الدواء و المشافي و استتباب التراضي
و جحافل من الإجراءات اكتسحتنا تغزونا
ليس لنا عنها محيد و لا تعامٍ و لا تغاضي
نهارنا غدا كمثل ليلنا مدلهما بهيما كئيبا
و أرواحنا في حناجرنا مضت بحزن فياض
بالأمس القريب كانت حياتنا وارفة خصبة
و اليوم غدت كأنها من أوباء و علل الماضي
و بوارج الأحزان دوت كالرعد سخطها عالي
تخنقنا و تصم الآذان تتركنا في قعر الحياض
كأن غيوم الأدواء من الدنا علينا تهاطلت
أهرقت أحلامنا و أمانينا بسيل من المخاض
و الورى و كل الناس قد ترجلت في الحجر
تجترح المخاطر المحدقة و هي في تهاضي
إحساسنا و شعورنا فاحت منه روائح و عطائر
في الحجرات كأننا في درس القاعدية و الأحماض
زاد توهمنا و خيالنا منه أخطر و أفدح من الداء
و مواكب أيامنا تسارع نبضها كمسلسل مستفاض
و كلما لاحت بوادر برقت مستجدات في الآفاق
تضيق علينا الأرض و الرحاب و للمنزل عضاضي
وسواس خناس طغى علينا بدون إشعار و لا إذن
يقطعنا بالنصل و السكين كل حريص على الأغراض
و ثرى الأرض باكيا ينتحب معنا يشاركنا الآلام
إلى من نشكو قد طال البلاء مغرقا كالموج للوفاض
25/3/2020
رامي بلحاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق