❤عودة السمراء❤
خاطبتها بكل حروف النداء وفي جميع الأزمنة واعترضت طريقها، فلم أجد لي في قلبها محلاً من الاهتمام، فشُبّه لي الصبح ليلاً دامساً،واستعرت القناديل وأشعلتها حتى شحّت خوابي الزيت كلها ، فما وجدت نفسي إلا خبراً والفاعل مستترٌ وتقديراً للظرف جمعت أوراقي كلها وتركتها في حالة سكون ممنوعة من الصرف في أي زمان.
كشرقية كانت في كل ربيع تجوب التلال تحاكي أزهار النرجس الغافية بين الصخور ناسية ً نفسها أنها ذلك الربيع الدائم الزهور بخمار ٍ من عطور، ولكنها اختارت خاتمة ًمن سطور كتبت لها فمهرت توقيعها ونسيت أن زمان العشق سوف يفضح المستور.
لم تكفني سنين العمر حباً لها ،بل استعرت
ألف دهر ٍ من خيال ،وزرعت حلماً وردياً جدلت من سنابله قيداً وقيّدت نفسي عشقاً بالعبور على حافة الهاوية لذات الحسن والدلال.
أكملت رحلة الأيام كعادتي أرتاد خمارتي التي أصبحت ملازمتي كل مساء والكرسي
الذي بات جزءاً مني ، وطاولتي السوداء .
موقظاً يراعي ليكتب من حمى الذكريات لقراء ٍ في حدود الارتياح.
ها قد أسدل الليل خيوطه باكراً كعادته غير مكترثٍ بطول وقته، ولا بقدوم صبحه الحتمي، وأنا كعادتي، طقوسي كما هي قلم وسيجارة وكأس ،أقضي ليلي ونهاري أناجي العشق الذي أمسى سراباً ، وأبحث عنه في ضحكات السهارى وهمس العاشقات وخبايا الأنوثة التي جاءت لتوفي النذور بلقاء عاشق ٍ بأجمل ماتوصلت إليه موضة الأزياء وبأفخر الروائح من ماركات العطور العالمية
أقضي ليلي هادئاً في العلن ثائراً كبركان في الخفاء، وعلى غير عادتها همست بأذني تلك النادلة وقالت:
هناك من يناديك في الخارج، وأنا الخارج والمخالف لأوتار الحياة كلها.
سمعت صوتاً في الحشا يناديني أفاق صداه كل النيام هيا اذهب .
ترجلّت عن الكرسي الذي حضنني أعواماً بمرها وهمس همساً رقيقاً :مبارك قدومها.
لقد أتت واسدلت العنوان، رأيتها إذ رأيت جمالاً أبهى من الصباح وأعمق من الأزل سبق العناق أرجل الخطا ،وتهاوت على صدري مضرّجة بعطرها، وتراقصت أزهار العمر فرحاً باللقاء .
غمرتني بشدة فأيقظت في الصدر غفو أيامي الباقيات صاحبة السهم المسموم في قلبي الذي مامنه شفاء غير الموت مطلب ورجاء .
سألتها لماذا عدت ِ يا ياقوتتي؟؟!!
فقالت همساً والدمع ممزوج بكحل عينيها كما كنا في البداية احضني حتى النهاية
فاليوم أكملت عشقي بحثاً عنك
وها أنا بين ذراعيك بقاء وبقاء وبقاء .
بقلمي✍ عماد عبدالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق