لحظة تجلي..
*حياة مع وقف التنفيذ *
عالمنا الكبير....أرضنا الواسعة....حياتنا المليئة بالضجيج و المسؤوليات.
كل شيء حولنا بات مع وقف التنفيذ.
جرثومة صغيرة جاءت و حلت علينا لتحدث انقلابا لموازين الحياة و مسار الدنيا.
سبحان الله الذي يمتحن البشرية في كل مرة كي يرى مدى إيمانهم و قوة صبرهم و تحملهم لما يطرأ عليهم من تغيرات جديدة.
فقد تكون هذه الحالة الطارئة والكارثة التي حلت على البشرية جمعاء ليست إلا نوعا من التوعية، و فرصة للتفكر و التدبر في الكثير من الأمور التي قد نغفل عنها.
الكثير منا يمارس العبادات اليومية من فرائض الله و الصلاة و التعبد و غيرها من أمور الدين و كل على حسب قناعاته و انتماءاته الدينية.
لكن أيضا في خضم مشاكل و هموم الحياة اليومية، قد نكون غافلين عن النعم التي أنعم الله بها علينا من صحة بدنية سليمة و رزق و مال و سكن و أبناء و أمن و أمان و غيرهم الكثير.
قد تكون هذه الانقلابة للموازين نافذة لتفتح أعيننا على ما نحن بجاهلين عنه. ربما هي دعوة من الله عز وجل لنا لنتقرب منه عن طريق التودد لبعضنا البعض. فقد شغلتنا أمور الحياة و همومها عن صلة الرحم حتى مع أقرب الناس إلينا.
أصبحنا بعيدين كل البعد عن من نعيش معهم و نراهم كل يوم في نفس المكان.
هذا الحظر الإلزامي داخل منازلنا و التي يتوفر بها كل سبل الراحة و الذي جاء بفرض و أمر من الحكومات في كافة أنحاء العالم، جعلنا نفكر بمن هم داخل السجون الضيقة و خلف القضبان يعانون من نقص لكافة ملذات الحياة.
هذا الحبس الإلزامي جعلنا نتذكر من هم في العراء دون مأوى و لا سقف حتى يأويهم و يحميهم من برد الشتاء، أو كسوة تدفئهم من الصقيع القارس.
نعم، باتت حياتنا مع وقف التنفيذ، بتنا في حالة هلع و خوف من وباء قد يفتك بحياة من يصاب به، و نسينا أن رحمة الله واسعة و أنه سبحانه و تعالى كما نفخ في صدورنا الروح هو قادر على أخذها دون حتى أن نعاني من الكورونا أو غيرها.
زمن الكورونا جاء كي نتدبر و نقف مع أنفسنا للحظات كي نعيد النظر في حساباتنا للآخرة.
ليتنا نخاف عذاب النار و نقبل على عمل صالح ينفعنا و يكتب في صحيفة أعمالنا كما بتنا نخاف من وباء الكورونا.
في النهاية أقول *قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا *
صدق الله العظيم.
#إنصاف_قرقناوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق