الثلاثاء، 2 أبريل 2019

هواجس.... للمتألقة خنساء سليمان

(هواجس ):

أتدثر بغطاء صوفي' البرد قارس'  لكن صقيع الروح أشد فتكا من صقيع الجسد! هم خمسة خطوط للتوتر العالي'  الأمطار غزيرة وزخات المطر تتوالى وكأنها حبال تصل ما بين السماء والأرض' وها هي نقط الماء تتدحرج على خطوط التوتر وكأنها در مكنون  'لتسقط  خﻻل ثوان قليلة ويأتي غيرها وهكذا دواليك وأنا أرقبها بحيرة واستمتاع' مشهد خلبي' حيث يظهر وراءها شجر الصنوبر' وقد غلفه ضباب ساحر' عبرت قطرة  ماء وتابعها نظري'  فأسترق نظرة حنين هناك' حيث مدفأة وحطب وأنا وأنت وشتاء قاس'  وكأنني أسمع هسهسة الأحطاب المشتعلة وأزيز النار' وصوتك يسألني أتشربين القهوة؟  وأومئ برأسي إيجابا' فتهرع لإعدادها على الحطب وأنت تفرك يديك' وتنفخ فيهما من أنفاسك'  وتسكب القهوة وتعبق رائحتها الزكية'  وتهمس لي  .. كم أحبك! !.
وأنتفض عائدة من الذكريات'  ليقع بصري على تلك القطرات المتسارعة'  ها هي قطرة تكاد تختفي عن ناظري دون أن تسقط وتابعتها بفضول' لكنها سقطت وعاد رأسي يسقط إعياء على صدري'  ما بال أطرافي دب فيها الصقيع' ؟؟ هو يوم ﻻ شمس له!  رحلت ولم تعد.  !!! فللقدر دائما كلمته الحاسمة' رحلت بأسرع مما تصورت!  ويعم الضباب  خارجا وفي عيني' أريد ان أقصيك عن ذاكرة ﻻ تحيا إﻻ بك' فكيف السبيل وأنت وذاكرتي حليفان حتى الموت! ويلمع الدمع في الأحداق'  ويختنق ما بين الكبرياء والذكرى! كيف بلحظة واحدة تتغير أقدارنا' وننتقل من حال إلى آخر'  مضيت ولكنك أخذت قلبي معك ..

بقلمي .... خنساء سليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق