الرجل المطر (١٥)
مضت ليلتي طويلة وكأنها لا تريد أن تنتهي، جافاني النوم وأرهقني التفكير والأرق. شعرت بدوار وصداع كادا أن يفتكا برأسي.
لماذا أنا التي اختارها القدر لتعيش هذا الصراع والغموض في قصة حب لا ملامح واضحة لها؟
كيف لشبح رجل أن يكون حبيبا؟
ما هذه الدوامة التي تتوقني كل مساء؟
لم خريف هذا العام مليء بالمغامرات والألغاز؟؟
أشعر بأني أسير في صحراء واسعة وكلما اقتربت من بئر ماء لأرتوي منه أكتشف بأنه مجرد سرابا ووهما.
ألف سؤال وسؤال يدور في رأسي ولا أجد جوابا شافيا.
كدت ألجأ لقرص منوم لعلي أنال قسطا من الراحة، لكني قررت أن أستعيض عنها بقراءة ديوان نزار قباني والاستماع لمعزوفة موسيقية هادئة برفقة صوت المطر الذي كان ينهمر بغزارة في الخارج والريح العاصف يخبرني بأن حبيبي يناديني من مكان ما.
أعددت لنفسي كوبا من الشاي الأخضر ليساعدني على الاسترخاء وأشعلت مدفئتي وجلست برفقة ديواني ومقطوعة (ديالا) المحببة إلى قلبي للموسيقار العبقري إلياس الرحباني تعانق وجداني، وسرحت مع قصيدة أحبك جدا وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويل. ولكني فوجئت بوجود وردة حمراء مجففة بين صفحات هذه القصيدة تحديدا، وكان هناك إهداء من حبيبي المجهول أعلى الصفحة يقول فيه،
أحبك جدا برغم أن ما بيني وبينك برق ورعد وثلج ونار.
لكن الوصول إليك هو أملي حتى وإن كان فيه انتحار.
فهل ستقبلين بالرجل المطر حبيبا يا ربيع العمر وشمس النهار؟
عندها أصبت بذهول تام، ماذا يقصد بهذه الكلمات؟؟
ما هو سر هذا العاشق، ومتى سأحصل على جواب يثلج صدري ويخمد ناري؟
لم أدمنت على ظله، وإلى متى سأبقى على قيد الانتظار؟
فما كان مني إلا أن أحضن ديواني لأغفو بين أحضان سطوره.
إنصاف غسان قرقناوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق