الأربعاء، 30 مارس 2022

لقاء غلفه الضباب...للمبدعة فاطمة الأحمر

لقاء غلفه الضباب
بعد رجوعه من المعتقل الذي دام خمس سنوات...أول شيء قام به زيارة المكان الذي كان يتردد عليه كثيرا مع حبيبته التي لم يعد يعرف شيئا عنها من يوم اعتقاله
مقهى يطل على البحر تعودا معا الجلوس فيه مساء كل يوم لمشاهدة غروب الشمس ..
جلس وطلب فنجان قهوة كالمعتاد وكأس عصير كانت تحتسيه حبيبته في كل مرة يزوران فيه المقهى ...
أخذ فنجان القهوة ووضع كأس العصير على الطاولة....بين كل رشفة ورشفة كان يكلم كأس العصير متخيلا حبيبته جالسة معه..
حبيبتي عجبك العصير؟
هل طعمه لذيذ؟
أطلب لك شيئًا آخر ؟
انظري البحر جميل هذا اليوم..السماء صافية.
لحظة الغروب جذابة...عاش وقتا مريرا وهو يكلم كأس العذاب...نزل إلى الشاطىء وهو يتمشى استرجع شريط الذكريات الجميلة
كيف كانا يمشيان وأيديهما متشابكة..
كيف كانا يرميان بعضهما بالرمال وماء البحر..
كيف كانا يقفزان ويمرحان ويسقطان على الأرض وضحكاتهما تتعالى مثل طفلين لا يحملا هما ولا مسؤولية في هذه الحياة..
أحس بغصة في صدره كادت تخنقه...جلس على صخرة بدأ يتأمل الأمواج تتلاطم فوق الصخور كأنها ترحب به وتخبره باشتياقها له...وتسأله عن سبب غيابه
وعن حبيبته....بدأت دموع الشوق والأسى تنهمر من عينيه كسيول على خديه...أغمض عينيه ..لم يشعر بنفسه إلا وهجوم أمواج البحر عليه تتلاطم..أيقظته من شروده قائلة له انهض عد لنفسك عش حياتك هذه حال الدنيا كثيرا ما تفرق الأحباب والعشاق ..
مشى كأنه يجر حملا ثقيلا وراءه..غابت الشمس وأضواء المدينة صارت تتبدى له من بعيد وضباب غلف واقعه بأجنحة مكسورة وأمنيات ضاعت في دنيا الحرمان.....

فاطمة الأحمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق