مازالت الحياة
يختلّ نبض القلب
ما بين فجر الحبّ وعصر الحرب
مابين رمش مهاجرٍ وأنين درب
تتعاظم الآهات
تعربش على أعمدة الرّجاءات
يتعفّن الجذر
ويتلوى الجذع وتوءد الزّهرات
وتنتحب الصّخور في مرمى البؤساء
يترقّبون الموت
تتضافر الحروف سلةَ مهملاتٍ
لبقايا جزعٍ وقلقٍ وقنوط
وتهلل الثغور لانبثاق الصوت
وتنامي الحشرات
مازالت الحياة رغم أنوفهم
تتكاثر تتناسل تروي الحكايات
من قال بإمكان آلة الحرب وضع حد
لحياة انبثقت من قلب الصّخر
من عيونٍ رغم هطل مزونها
مازالت تضع الكحل وتعشق اللون
سيتضوّع المسك
يلفّ حور بردى
وصفصاف تلكلخ
فيُعصر زيتون إدلب
ويجنى برتقال اللاذقية
ويشمخ سنديان طرطوس
وتتوالد مساكب جبل العرب
نعم ..على الأفق ارتسمت الآمال
ما استطاع الغيم تمزيقها
مازالت الشمس تضحك للثغور الصغيرة
تتسلّل من غربال الغيم
تهلّلُ معنا لكسر صنم الضيم
هي عرّافة الكون
زرقاء اليمامة
لكنها ترى الآية بالمقلوب
ترى الفلول قد طأطأت الرؤوس
تجرُّ ذيولها إلى غير رجوع .
نعم... إلى غير رجوع .
رنا محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق