الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019

القلب في الشام .... لمبدع الحرف الساحر الشاعر المتألق محمد الفضيل جقاوة .

القَلْبُ  فِي  الشَّام ..

.

مَا  بَالُ  حلمـــــــكَ  يا  وضّاحُ  يحتضرُ

أَخَانتِ  الخــوْدُ  أمْ  أَخْزَى  الهوى  القَدَرُ ؟

.

عامُُ  تَصَرَّمَ  بالأكفــــــــــــــــانِ  ملتحفًا

فِي  جوقةِ  الموتِ  كمْ  يحلُو  لهُ  السّهرُ

.

فِي  كــــــــلِّ  ربْع  دماءُ  العُرْبِ  نازفةً

و  الدّمعُ  مـــــنْ  مقلِ  الأيتــــامِ  منهمرُ

.

ثَكْلى  العـــــــروبةُ  قدْ  أوْدَى  فوارسَهَا

و يَمّمتْ  عجبًا  للقــــــــــــــــــردِ  تعتذرُ

.

نُحني  الجباهَ .. دُمًـــــــى  للكفرِ  ترهنُنَا

حكّــــــــامُ  سوْءِِ  لَهُمْ  مـــنْ  جبنِنَا  ظفرُ

.

فهلْ  سيتبعُ  هَـــــــــــــذا  الحولُ  سالفَهُ

أمْ  أنَّ  أمرًا  بهِ    للـــــــــــــــــهُ  يُنْتَظَرُ ؟

.

لكمْ  أخفّفُ  بالإســــــــــــــراءِ  ضَائقتِي

و كـــــــــــــمْ  يحنُّ  إلى  أفيَائِها  السّحرُ

.

أنَا  هنَا  فِي  ذُرَى  الأوراسِ  مُحْتــــرقًا

و  القلبُ  فِـــــــي  جنباتِ  الشّامِ  منفطرُ

.

و العينُ  تذرفُ  فِـــــي  صنعاءَ  أدمعَهَا

رُحْــــمى  و  يَذْهَبُ  من  أَوْجَالِهَا  التّظر

.

بغـــــــــــداد  يا  شوقَ  يعقوبِِ  يُؤَرّقُنِي

هــــلْ  للجراحِ  غَــدُُ  يُشْفَى  به  الخَطِر

.

يا  أمّةً  سكنتْ  فِــــــــي  القلبِ  تسحقُهُ

عشْقًا  و  تـــــزرعُ  فيهِ  الصّابَ  تََمْتعرُ

.

مَتَى  تطـــــــــلُّ  خيوطُ  الفجرِ  راقصةً

فكمْ  يَحنُّ  إلى  الأنْـــــــــــــوارِ  منكسرُ

.

قَدّسْتُ  وحدتَنَا  السّمـــــــــــراءَ  أرْمُقُها

فَمَـــــا  تجيبُ  و  يَمْضِى  دونَهَا  العُمُرُ

.

وحـــــــدِي  أصلّي  بجوفِ  اللّيلِ  نافلةً

أسائلُ  اللـــــــــــهَ  لَــمَّ  الشّملِ  أعتصرُ

.

لكَــــمْ  أرتّلُ  فِي  الأَسْحَارِ: (واعْتَصِمُوا)

و مَا  تصيخُ  سوى  الأشعابُ  و الحَجَرُ

.

كـــــــــــــــأنَّ  وحدتَنَا  فِي  الدّينِ  نافلةٌ

و كــــلُّ  شيْء  سواهَا  الزّيغُ  و  الخورُ

.

لبُّ  الفــــــرائضِ  فِي  التَّنْزِيلِ  وحدتُنَا

و كـــــــلُّ  فرْض  بهذا  الخلفِ  منكسرُ

.

خَجْلَى  العـــروبةُ  تبكِي  الذّلَ  صاغرةً

و تنْدُبُ  المجدَ  لا  خيلٌ  و  لا  ظَــــفرُ

.

كلٌّ  الملاحـــــــمِ  صارتْ  بعدَ  كبوتِهَا

ذِكـــــــرى  يردّدُهَا  التأريخُ  و  السّمرُ

.

كأنَّ  أمسيَّ  أحــــــــــــــلامُُ  ألوذُ  بِهَا

إذا  تغنَّى  بآتِ  النّصــــــــــــرِ  مُفتخرُ

.

أهفُو  إلــــى  سنواتِ  الزّيغِ  فِي  سَلَفِي

و  للصعاليكِ  منّي  الشّــــــوقُ  مستعرُ

.

فَمَا  استكانُوا  لضيمِِ  منْ  أكـــــــابِرِهِمْ

و مَا  استجابُــوا  لغيرِ  البيضِ  تنتصرُ

.

و تجمعُ  العرْبَ  يومَ  الرّوعِ  غـــازيةٌ

مِنَ  الأَعَـــــــاجمِ  عجْلى  سَاقَهَا  القدَرُ

.

أَلَمْ  تزلْ  فِـــــي  بنِي  شيبانَ  نَخوَتَهُمْ

أمْ  أنّهمْ  ضيّعـــــوهَا  و  انْمَحَى  الأثرُ

.

يا هَانِئ  الخيرِ  هلْ  للصّبِّ  مِنْ  أمَل

فِي بعثِ  ذي  قارَ  علّ  الرّومَ  تندحرُ

.

فهَا  التّشيّعُ  طــــوْعَ  الفرسِ  يخدمُهُمْ

و  هَا  التَّسَنُّنُ  للرّومـــــــــانِ  ينتصرُ

.

إنّــــــي  كفرتُ  بغيرِ  الحبِّ  يَجْمَعُنَا

و كلُّ  دين  ســـــــــواهُ  الكفرُ  مستترُ

.

بقلم  محمد  الفضيل  جقاوة

29/12/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق