خابية جدي طافحة بالأسرار
أودعها من تسعين من الأعوام
وأوصى الأبناء ليوصوا الأحفاد
هذي الخابية المركونة في زاوية عقد الدار
أورثنيها جدي وقال:
ضع أسرارك فيها
واختمها بختم المختارْ
ولا تفتحها ولا يفتحها الأولاد أو الأحفاد
إلا بحصول الأشراطْ
إن غار الماء في عين القرية
إن نفقت شويهات أبي عبد الله
إن أصبحَ مختارُ القريةِ شيخاً يلبسُ عِمَّةْ
ويفتي في الأمرِ العامْ
فأنا
أخشى على أسراري إن فُتِحَتْ
أن يحسدها الناسُ فتطيرْ
أو يسرقَها الوسواسُ الخناسْ
فلما وقعتْ كل الأشراط
فُتحتْ....
أعني خابيةُ جدي المرحوم
وجُلتُ بيدي في كل الأنحاءْ
فكان فراغْ
فصحتُ...
يا جدي اين الأسرارْ
الخابيةُ يا جدي فارغةٌ
وعينُ الماءِ يا جدي غارَ فيها الماءْ
وعِمةُ شيخُ القريةِ
خُواءْ
وفتاواهُ عمَّتْ كلَّ الأرجاءْ
وشويهاتُ أبي عبدٍ اللهِ ما عاد لها صوتٌ ثغاءْ
والخابيةُ مافيها أسرارْ
ناديت ياجدي
فأجابَ صوتٌ صاحَ من تسعينْ
اصرخ
صرختُ كثيرا يا جدي
قالَ
اصرخْ ياولدي
واملأ هذا الكون المجنون صراخْ
من سبعين وأنا أصرخْ
فهل ينفعنا يا جدي صراخ.؟!
.....
سمير تميمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق