طريق الجنون..
بقلم د. أمل درويش.
وها أنا قد أخفقتُ في أول امتحانٍ أمام عينيك..
أبحث عن أطراف الشجاعة التي توارت خلف الخجل.. ولا أجد لصوتي مهربًا.. ينفذ من بين ثنايا الحياء فيبعث بهمسة تحل عقدة السكوت، وتفتح للعيون دروب الأمل..
وها أنا قد ودّعتُ ستار الوجوم، وألقيتُ به من أعلى برج الوقار، واخترتُ معك طريق الجنون..
أحببتك!
نعم، ولا..
ولكنني لا أدري للآن ما تركته في الروح من أثر، وإن غبتَ عن الروح ساعات تهيم في الآفاق تختلس منك النظر..
من أنا؟
لم أعد أدري.. وحين أقف أمام مرآتي أري أخراي لي تنظر.. تلك التي لم أعهدها من قبل..
وفي عينيها أنهار الشوق تسري ونجمان يلمعان في ألق..
وعلى ثغرها تتراقص أسراب الفرحة وتحلق فراشات العشق.. تنتظر النور القادم من عينيك..
وأهداب تتغنج كـ "باليرينا" على مسرح العيون ترخي حنينها مرة وتقبضه مرات فتلقي في قلبك تعاويذ السحر..
آه!
لو تدري ماذا أخبرتني عنك!
لو تدري كيف تسارع في وريدها الخفق!
وانهارت كل حصونها اليوم..
من أنت؟
نجمٌ تألق في فضائها المُعتم فأحاله لسديمٍ ملتهب..
أم أريجٌ أغرق طوفانه قفار أوديتها!
طيفٌ تدلىٰ من عنق الفراغ فأفضىٰ الأمان في أروقتها..
لعلك لا تدري أنك الفاتح المظفر الذي تهللت له أوداجها.. وأنك الحارس على حصونها..
فويلٌ لكَ إن هجرتها..
وويلٌ لكَ إن تخليت..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق