الجمعة، 4 مارس 2022

حديث قلب وقلم.. للمبدعة إنصاف قرقناوي

حديث قلب و قلم 

من المتعارف عليه في عالم المجوهرات، أن نقاء الأحجار الكريمة يأتي بدرجات متفاوتة بين الواحد و الآخر. و خصوصا حجر الماس الذي يفوق و يضاهي في لمعانه باقي الأحجار الأخرى بسبب لونه الشفاف.
و ما إن كثرت بداخله الشروخ عندها سينتقص هذا من قيمته الجمالية و يخفض من سعره.

أما الأمر مع الإنسان فهو مختلف تماما، لأننا عندما نتعرض للكثير من الصدمات في حياتنا بسبب مواقف نواجهها مع بعض الأشخاص الذين اعتدنا على التعامل معهم بصدق و عفوية و شفافية و مع أول اصطدام في الآراء يجعلنا نرى الأمور بنظرة مختلفة. فتنقلب الموازين رأسا على عقب ليتركوا بداخلنا شرخ في الروح و كسور يصعب جدا ترميمها. ليأتي الألم أكبر و أصعب من أن ينفع إصلاحه أو إعادة الحال على ما كان عليه سابقا.
فيصبح الجرح أعمق و أقوى تاركا أثر الندبات بداخلنا مع رفض لتقبل فكرة أن تعود الأمور إلى طبيعتها. 
فيحدث تلقائيا توخي الحذر لنجد أنفسنا غير قادرين على نسيان الألم.
شرخ الروح لا يؤلم إلا صاحبه. 
المشاعر تشبه المجوهرات النفيسة و الثمينة، ما أن جرحت ستخدش من جرحها و تسبب في أذيتها.
انتقوا أساليب تعاملكم مع الآخرين و لا تتسببوا في أذيتهم و كسر خواطرهم كي لا تخسروا بريقكم و لمعانكم في أنظارهم. 

إنصاف غسان قرقناوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق