#في_ يوم_الأرض قصة قصيرة بعنوان .. #لن_نبيع_كرامتنا_لليهود
كانت هادئة الطبع .. طفولية الملامح .. لها عينان باردتان ك جبلي جليد .. تقف أمام المرآة صباحا لتسرح شعرها البني الناعم وتضع فيه تلك الشريطة الحمراء .. آخر ذكرى لها من امها رحمها الله
يوصلها والدها إلى المدرسة الثانوية الفلسطينية لتلقي الدروس .. هو يريدها أن تصبح طبيبة.. أو مهندسة .. ربما معلمة أو محامية..لا يهم .. كل ما يريده هو رؤية وجه ابنته سعيدا وهي تدخل الجامعة .. اخوها الصغير يبقى في البيت ، مصاب بأحد أنواع التوحد، هو يحبها كثيرا ويقول لها كلما حدق في عينيها الواسعتين :تشبهين ماما
تجلس سندس بقرب صديقتها على المقعد المحمل بالذكريات..
تقول الصديقة: امازال والدك عند رأيه؟
سندس:نعم
_حاولتي اقناعه؟
_ هو من يتخذ مثل هكذا قرارات
_ لا .. حاولي ان تقنعيه.. يجب أن يُباع بيتكم
_ انه ذاكرتنا
_انه مبلغ ضخم مقابل كومة حجارة
_ انه اماننا ومأمننا
_ لقد باع اغلب سكان الحي بيوتهم .. هؤلاء اليهود يدفعون كثيرا .. انهم أغنياء
_ انهم مجموعة من الغرباء .. وليفعل اهل الحي ما يشاؤون .. نحن لن نتحرك
_ هيا يا سندس .. وجد ابي لنا بيتا جميلا بعيدا عن هنا ..سأنتقل بعد حوالي اسبوع .. لا اريد ان ابتعد عنك ..
_ الأمر ليس بيدي .. انه بيتنا .. رائحة امي تسكن الجدران .. يحوم طيفها حولنا ليلا ويحمينا.. لا .. لن نغادر
_ رن الجرس معلنا بداية الحصة الأولى ومع دخول المعلمة بدأت الحصة .. الجميع يشارك ويناقش.. وسندس تفكر .. في الحي .. في والدها واخيها.. في مستقبلها .
إلياذة أنور فجلات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق