كانت تروى عنها الحكايات والأقاويل ..
وتروي العجائز في السهرات عن سحر جمالها أساطير
شعرها كالليل أسود طويل
ثغرها كحبة كرز
واتساع عينيها كفنجان قهوة
تماما هذه التي أهوى
كان نسج من الخيال وصفها
وزدت بخيالي على الوصف تفاصيل
فأغرمت بسحرها دون أن أراها
فقط كما روي عنها وعن صباها
منذ الصغر أجلس واستمع مندهشاً في سبات
وأعشق حكايا الجدات
عرفت كيف تصطادني بالخيال
وبها شغلت بالي تلك الماهرة
ذات العيون الساحرة ..
منذ الصغر ..وحتى الكبر
عشت مأسورا بطيفها
وخيال الصورة في الذاكرة
وجعلت من عينيها لي وطناً
ليحن قلبي كلما راودتني فكرة الرحيل
فأصبحت كطيور الحمام الزاجل
تطير وتحن وتعود لأعشاشها ..
ولاترضى عن وطنها بديل
رأيت كثيراً من الحسان
لكن لم أرى لها مثيل
عشت زمناً رضيت أن أكون…
مشرداً ..
متسولاً ..
وبالأحزان… مسربلاً ..قتيل
ولم أجد ذلك المأوى الذي يهواه قلبي
وأبيت أن أعيش كلاجئ أقصى أحلامه مأوى هزيل
غيرت مسار رحلتي في الحياة
تعبت من البحث عن الجمال
وأصبحت أعشق بالخيال
أصبحت هاجسي ..هوسي ..
وارتياب وساوسي
كيف أغادر عينيها
ووجدت فيها كل إغراءات العيش الكريم
الجفن كحيل
والهدب الطويل
وبين بياض عينها وسوادها
تقتل جلّ من ارتادها
وبالوصال من طلب ودادها
فنظراتها طيور أبابيل
وربما أنا صاحب الحظ الجميل
منذ عشقتها واظبت على عبادتي وصلاتي
أتوضأ من طهر دموعها ..
وأصلي في محراب عينيها صلاة عشق
بركعتين .. وسجود .. وترتيل
معقول هل من سبيل ؟
فقد سلمت إحساسي لتقوده فوضى أحلامي
وأطلقت العنان لريح الأماني
لتعبث بقصب أيامي
إن همي ثقيل
أعيش على أطياف جنية ساحرة فاتنة
كيف صدقت تلك الحكايات والأقاويل
ماذا أفعل ؟
أدري أنني عشقت المستحيل
سأدفن أحلامي ..
وسأزور رفاتها وأضع عليها الأكاليل
بقلمي بسام منصور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق