الأربعاء، 29 يناير 2020

من بعد سنين.... للمبدعة علا معلا

...
من بعد سنين قد مرت 
وتغير فينا الإحساس 
وملامح وجه قد كبرت 
عدنا تلاقينا شلة أصحاب 
كنا في الماضي تجمعنا الأفكار 
في الحاضر صرنا الأغراب 
نحمل أفكاراً ما عادت أبداً تشبهنا 
ثرثرة صخب من بعض 
والبعض بصمته يحتار 
في البال تدور الأسئلة 
هل هذا حقاً أعرفه 
هل كنا نفس الأشخاص 
يا هذا ما أغرب جمعتنا 
كم طال زمان فمحى كل ملامحنا 
أألوم الحرب ...أألوم البعد 
أألوم العمر المطحون برحى الأسعار 
من ألقي عليه اللوم 
أبحث عن كأس يرويني 
ويبرر حال الأصحاب 
تلك الحلوة كانت تمرح 
من حولها حزناً يطرح 
ذاك صديقي كان نقياً 
من حوله ظلاً أسود 
تلك الشامخة الباسقة 
من كسر الغصن الأخضر 
وصديقي ذا الطبع الهادي 
من أدخل فيه الإعصار 
ذاك وتلك 
تلك وذاك 
حتى نفسي لا أعرفها 
فليخبرني أحد ما 
اليأس تجمع في قلب 
قد كان زماناً كالنور نقاء 
والأسود غطى مساحات 
كم كانت يوماً بيضاء 
اللون الواحد كنا نغزله 
كشعاع من نور 
موشور عقولنا يبعثه 
في لوحة حسن 
قوس قزحي الألوان نحلله 
اليوم تشتت وتشوه رسم الأفكار 
أبحث عن ذات حالمة 
فوجدتها سكنت بئر الدولار 
وتجمد دمها بل نفذ 
ومكانه حل سعار 
لن أظلم جمعنا بالبعض 
فهناك من ظل نقياً 
لكن الحزن يكلله 
والخيبة صمتاً تقتله 
يرغب أن يبكي 
أن يحضن دفء الأحباب  
يبحث عن بعضه في بعض 
ليعيد الماضي بتذكار ...
ساعات مرت 
وتفرق جمع الأصحاب 
ولقاء الأغراب مضى 
تبادلنا أرقام هواتفنا 
تواعدنا لنعيده ذات نهار ....
من تلك الجمعة محزوناً عدت 
لأصوغ حروفي في نثر 
صياد حكايات أمشي 
أرسم لوحاتي بالحرف 
وأشارككم بعضاً منها 
لتلامس أرواح البعض ...

علا معلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق