حجرة في الفضاء ...
في حجرةٍ ،تدورُ بي في هذا الفضاء ، ولا أدري كيفَ السبيلُ إلى الانعتاقِ من هذي القيود الحارقة، لا أستطيعُ
أنْ ألتقطَ أنفاسي ، أتخبطُ وسطَ الحجرةِ كجثةٍ لا تقدرُ على فعلِ شيء ، حاولُت أن أفتح عيني شعرتُ بالعجز
فلم أستطع، حاولتُ مرّةً أخرى ، وإذ بالأضواءِ تخفتُ و تعودُ لتضيء ومن خلفِ زجاجِ الحجرةِ ، يوجدُ عالمٌ
غريبٌ وكائناتٌ لم ترَها عيّناي قطُّ في حياتي، أجرامٌ سماويّة ، ونجومٌ غريبةَ، وكائناتٌ تشبهُ البشرَ لكنّها ليست
بشراً ، شكلها يرعبُ الناظرين ، أغمضتُ عيني هالني المشهدِ ، وبعدَ ومضة رحتُ أشجعَ نفسي محاولةً
فتحهما مجدداً ومتحديةلهما ، فإذا بضوءٍ ينسربُ من زاويةِ الحجرةِ ، دهشتُ ووقفتُ على قدميَّ ، ثمَّ تلاشى
فجأة، بعدَ كلِ هذا الإرهاق أحسستُ وكأنَّ قوةً تشدُّ بي إلى منبعِ الضَّوءِ ، لم أستطع أن أوقفهما ، وإذ برجلٍ ذو
بنيةٍ قويةٍ ينظرُ إليَّ ، ليبدأ مسيرهُ إلى حيّثُ لا أعلم، فتتبعتهُ دونَ أن أفكرَ إلى حيّثُ لا أعلم ؛
وإذ بهِ يَخرُجُ من بابٍ خشبيٍ عالٍ يشبهُ أبوابَ قصورِ الملوكِ ، ولكن ذاك الرجلُ اختفى فجأة دونَ سابقِ إنذار
فاعتراني هولٌ طغى عليَّ بقوة خوفاً ورعباً.
ركضتُ بكلِ طاقتي وراءهُ وشعرتُ المسافةَ تَكبُرُ بيننا وأنا لا أستطيعُ الوصولُ إليه، وجهه مألوفٌ
بالنسبةِ لي ، لكنّني لم أعرفهُ
كل ما أعرفهُ أنّهُ ذكرني بأيامي القاحلةَ الّتي رمت بقلبي في الجمر
وحينها لم ألتفت لصرخاتهِ الهوجاء ولا لتلاشي روحي ، فقد قررتُ الانتقام ؛ الانتقامَ فقط ،
من أجلِ كلِ من فقدَ عزيزاً ، كلِ تائهٍ في بحرِ الشوقِ للغّياب
بينَ يديهِ يحملُ أرواحاً ، رأيتُ في بعضها سواداً وقبحاً ....
إنّها أرواح الظالمين ؟ أرواحاً باعتْ نفسها لغرورها ، فقهرها الموت ...
وفي بعضِ الأرواح رأيتُ نوراً وشعرتُ بلطافةِ الحب والشوق لا أرواحاً لا أعرفها ، فأيقنتُ أن الموت ليسَ
عدوي ،ليس عدواً لأحد ...
إنّهُ نهايةُ مرحلةٍ وبدايةُ مرحلةٍ ندركُ فيها حقيقة أرواحنا ...
ضْحى العبيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق