الثلاثاء، 26 يوليو 2022

في غياب الأخلاق...للمبدع محمد عزو حرفوش

في غياب الأخلاق.
القصة الثالثة.. ضياع.
العاشرة ليلاً عاد سعيد من عمله الثاني كالعادة.. يحمل على وهن عدة أكياس. دعاه جاره للاستراحة والسهر (ارتاح يا رجل عم نشتغل ليل نهار متل الحمار حتى نربي أولاد ما بنعرف إذا أولادنا). كلام عادي أطلقه الجار مازحاً.. إلا أنّه أضرم موقداً في قلب وعقل سعيد. ماذا يقصد؟! ولعدّة أيّام أنهكه التفكير. راجع يوميات حياته التي نسي كثيراً منها بحكم العمل والتعب. قرّر مراجعة طبيب وإجراء بعض الفحوصات والتحاليل.. كرّرها عدّة مرات.. كانت النتيجة أنّه عقيم منذ الطفولة.. لم ولن يستطيع الإنجاب!. فقد توازنه وتصارعت في مخيلته جهات الأرض وطبقات السماء حتّى بعثرت نقي حياته. ماذا يفعل؟ كيف؟ لماذا؟
أسئلة كانت تدكُّ دماغه دون أجوبة. لم يذهب إلى عمله. عاد إلى منزله وكأنّه فكّر وقرّر؟!. صوّب سلاحه على رأس زوجته.. وبلهجة لم تعهدها منه قال.. ما عندي وقت طويل.. لن أقتلك إذا قلت الحقيقة كاملة. لمن هؤلاء الأولاد الأربعة؟!. وبعد اشتباك كلامي أجابت بالتفصيل.. وهي غير مستوعبة كيف عرف بعد خمس عشرة سنة؟!.
أخذ يبكي بحرقة وغضب.. نادى الأولاد.. دفعهم أمامه خارج المنزل.. ودون أن يلتفت إلى الوراء قال لمن كانت زوجته حتّى تلك اللحظة.. تجهّزي للرحيل قبل عودتي.. أنت طالق.
تابع مع الأولاد.. كلّ إلى منزل أبيه (حسب اعتراف الأم). كان يطرق الباب بجنون وعندما يُفتح له يدفع بأحد الأولاد إلى الداخل قائلاً.. أنا لست مجبراً على العمل ليلاً نهاراً لأربّي ابنكم.
عاد إلى منزله.. وجده بعيداً موحشاً بارداً.
بعد عام صادفه أيوب في الطريق سأله عن حاله.. أجاب بضياع وعدم اتزان.. الحمدلله الحمدلله تمام التمام.. لوحدي ما عندي زوجة ولا أولاد.. أي نعم لوحدي ولا حاجة لي للعمل بعد الظهر.. أنا بخير.. يمكن أنا بخير.. ما عندي زوجة ولا أولاد الحمدلله الحمدلله يا عمي هكذا أفضل.
زوج فقد نفسه.. أربعة أولاد.. عائلات أربعة لكلّ منها فرد جديد. مطلقة.. أهلها.. كلام.. مجتمع.. قصص وحكايات وروايات و .... ضيااااع.
وأقول.. إذا رمى مجنون حجراً في بئر؟!.
.. محمد عزو حرفوش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق