الأربعاء، 27 يوليو 2022

رسالة...للمبدعة رفيعة الخزناجي

رسالة

شعرت بألم يمزق أحشاءها ، ضربات قلبها تزداد شيئا فشيئا ، أوجاع تعصرها ، حزن اعتراها ، ظلام خيم من حولها ، الدموع ملأت عينيها ، انقباض شديد يلازمها ، مرارة بفمها ، وغصة بالحلق كما لو ابتلعت شيئا بحجم كبير ولم تقدر على إخراجه أو ابتلاعه ....
ما بها ؟ ماذا أصابها فجأة ؟
لا ليس فجأة ، هي كانت جالسة بالشرفة المطلة على الحديقة تترشف فنجان قهوتها وتتمتع بالنظر لصباراتها المتراصة على حافة الشرفة بعناية فائقة ، تلك الصبارات التي تقضي معها وقتا طويلا ترقبها وتحكي لها ما تخفيه عن الآخرين ، هي ملجأ لها ومخزن أسرارها ، فجأة رن الهاتف رنة واحدة انتبهت إليه وأسرعت تفتحه ، رسالة إلكترونية ، تقرأ وملامح وجهها تتغير وتتبدل ، بسرعة شديدة ، ثم تلقي بالهاتف جانبا وتتكئ للخلف على الكرسي الهزاز ، نظرة شاردة لا تعرف اتجاها معينا ، لا تسمع ولا تجيب ، لا ترى من بقربها ولا يهمها أصلا من يكون هناك ، ضياع كامل وكأنها بعالم آخر ؛ بقيت على تلك الحال فترة ليست بالقصيرة ، ثم عادت لدنياها مع ذلك الألم والوجع ؛ غادرت الشرفة واتجهت إلى غرفتها ، جهزت نفسها للخروج ثم غادرت البيت مسرعة ...
مرت ساعة تقريبا وإذا بصديقة لها تخبر العائلة بأن سعاد تعرضت لحادث مرور وهي بالمستشفى ... هي بغيبوبة، بين الحياة والموت ، كانت تقود بسرعة وارتطمت بحافة الطريق وانقلبت السيارة ، ترى ما سبب كل هذا ؟ ما كان محتوى الرسالة التي أثرت فيها إلى ذاك الحد ؟ من المرسل ؟
رحلت سعاد بعد ثلاثة أيام إلى مثواها الأخير وتركت لغز تلك الرسالة غامضا ، فالهاتف لم يجدوا له أثرا ولا يعرفوا هل هي من أخفته أو هناك من سرقه بعد الحادث ؟ راحت سعاد وراح معها سرها !

رفيعة الخزناجي
تونس
#هلوساتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق