يا وحشة في الحشاء أمست تعذبني
وأرهقت خافقي من بطشها نصبا
يا زهوة العمرِ ماتت كل أمنيةٍ
تبدل الحالُ غير الحالِ وانقلبا
وغادر الأنسُ مُذ فارقتُ أروقتي
وها أنا في ديارِ البعدِ مضطربا
والعمر يمضي وأحلامي مقيدةٌ
والشيب قد لاح في الأرجاءِ واقتربا
نار الأسى في فؤادي اليوم موقدةً
وأضلعي بالأسى صارت لها حطبا
وكلما زار طيفُ الدار ذاكرتي
رأيت دمعي على الخدين منسكبا
أطارد الحرف عَلّي أستطبُ به
وكلما جئت أرجو وصلّهُ هربا
أعاتبُ الليل عَلّ الليل يسعفني
ويكشفُ الليل عن أستاره الحُجبا
يا أيها الليل إن الحرف يؤنسني
والبوح يشفي جروح القلب إن كُتبا
حرفي صديقي وقافُ الشعر يطربني
ويرقص القلب إن غنى به طربا
إبرهيم هُريش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق