الأربعاء، 18 ديسمبر 2019

اعترافات في سيارة الإسعاف.... للمبدع محمد موفق العبيدي

اعترافات في سيارة الإسعاف

8. كانت أول ليلة يبيت فيها في مفرزته الطبية 

شعر أن الليل ما هو إلا استراحة قصيرة لنهار قادم

حلقات الشباب التي تحلّقت حول النار

ما هي إلا حدائق لأجمل الزهور

التي تنتظر بزوغ شمس يوم جديد

لاحظ أنهم كلما ذكروا اسم صلاح

سكتوا جميعاً وترقرقت عيونهم بالدموع

سأل أين صلاح؟ 

أجابوه: استشهد يوم أمس

عند الحاجز الأول لجسر السنك

كان يحمل أحلاماً بحجم الوطن

أصابته قنبلة الغاز في صدره

أخذناه في سيارة الإسعاف إلى المستشفى

ابتسم قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة

قائلاً: تذكروني عندما تجتمعون في ساحة التحرير ليلاً

 تذكروا أني سأكون رسولكم إلى السماء

أقص لها قصة وطن أحبّه شبابه

منحوه مهجهم ولن يتراجعوا 

حتى يعيدوا له الشمس التي سرقها منه الفاسدون

محمد موفق العبيدي... العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق