الأربعاء، 22 يناير 2020

الأرملة السوداء ... للأديب ساحر الحرف أركان القيسي

الأرملة السوداء.......
تحركت بهدوء من غير أن يشعر بها أحد ، لم ينتبه لها حريص قامت بمفاجأة الجميع بسوادها الداكن الذي يسترها ، زحفت بجنح الليل أرمشته بذبذبات كهربائية تفاجأ من محاولتها يتعجب لتلك المتحصنة ، اتصل عليها تكسرت بكلامها تنهدت له ذاب بنيران ألفاظها التي زلزلت أركانه ، نجحت المحاولة بلدغة عنكبوتية اوقعته في خيوط شباكها ، عرض عليها القفص الذهبي ، طارت فرحا ....تمت المناورة الرومانسية بنجاح قبيل الزفاف بيوم بدل أن تضع الحناء لطختها بالدماء بموت خطيبها غرقا في مستنقع مائي سقط فيه طفل جيرانهم و حاول إنقاذه  ، أعلنت الحداد 
وانتهت ذكريات ذاك المغيب ، حتى بدأت مرة أخرى تتلفع بسواد تلك العباءة  لتتقرب من معلم أخيها تحضر معه حصص التقوية في منزله ...تغتاظ زوجته من وجودها حاولت منعها مرارا حتى انتهى الأمر بأن يكون الدرس المشيطن في إحدى المتنزهات انتهت الدروس لكن لم تنته جلسات السمار ...أخيرا تكللت بزواج عرفي دام لمدة عامين نتج عنه طفل أسمته فجرا وفاء للأول فما زال حبه في ثنايا روحها....طرق عليها ذلك المعلم الباب كي يودعها لأنه على موعد للسفر خارج القطر...وفي الصبح تستيقظ على خبر عاجل مفاده سقوط طائرة نوع بوينك تابعة للخطوط الجوية لبلدها  .....لتعود مرة أخرى تتوشح بالسواد اعلنت الحداد ومضت بها الأيام طلبت منها أمها الكف عن مغامراتها والبحث عن عمل تعتاش عليه رفضت دخلت في صراع مع أمها  الأم ستندمين على عدم الأخذ بنصيحتي تضحك بصوت عال يا أمي  مازالت الحياة تضحك معي ، بعد مرور سنة تعرضت والدتها لوعكة صحية أدخلت المستشفى بقيت أسبوعا تعرفت على رجل كان مرافقا لأمه تبدو الوسامة عليه تواصلت معه تطورت العلاقة ...أغرته ببيت زوجها المرحوم تفاجأ بما يرى وهو ابن قرية نائية ...أعلن لها السمع والطاعة... تم عقد القران وعاشا تسعة أشهر ...تعرض للخطف من قبل مجموعة تتاجر بالأعضاء البشرية ...ويسلم لأهله جثة بلا أعضاء ...صرخت أمها بوجهها ..أيتها النحسة إلى متى تبقين في مجزرتك ؟!!!...ارحمي معشر الرجال ...ما هذا النحس الذي تتوشحينه ...لا عليك يا أمي أنا حرة في حياتي....عن قريب سأرتدي الثوب الأبيض من جديد...صكت أمها وجهها قائلة إذن سأعلن الحداد منذ الساعة هذه!!! الباب يدق من في الباب ؟جابي الكهرباء ... الأم أهلا بك يا بني تفضل البنت أهلا انقطعت من مدة طويلة  !!! فعلا لقد تعرضت لحادث سير وفقدت زوجتي و ابني... يا سبحان الله ! الأم تضحك مع نفسها، أبشر عن قريب ستلتحق بهم ...البنت طيب أما زلت في محلك القديم أنا بحاجة للوازم الخياطة ؟بلى إذن سأمر عليك ، أنا بالخدمة .. شكرا جزيلا.. بعد أسبوع كثر  ترددها له حتى تطورت الأمور و دخلت شريكة في المحل ، الأم اقتربت ساعته المسكين ...أخيرا جاء إلى البيت طالبا يدها...حاولت الأم إفشال الأمر دون جدوى يا بني فكر في الأمر فابنتي تزوجت أكثر من مرة ربما تعيرها مستقبلا !!! يضحك بصوت عال وأنا تزوجت للمرة للخامسة...حسبته يستهزئ...وقالت له إذن ذنبك على جنبك ... وبعد مرور سبعة أشهر تترقب أجله ، وفي ليلة شاتية يطرق عليها الباب ومعه ابنتها ليفاجئها بجثة هامدة تلف بعباءة سوداء .

أركان القيسي العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق