الثلاثاء، 21 يناير 2020

مرحى برمس... للمبدع محمد الفضيل جقاوة

مرحى  برمس ..

.

عجّلْ  قُدُومَكَ  هَــــــــادِمَ  اللَّذاتِ 

مَــرْحَى  بِرَمْسِِ  دَامِسِ  العَتَمَاتِ

.

فَهُنَاكَ  فِي  حَـرَمِ  السُّكُونِ  وَلَيْلِهِ

أَحْيَا  وَ أَهْجُرُ  عَالَمَ  الأَمْـــــواتِ

.

أنَا  هَا  هُنَا  بَيْنَ  الطُّلُولِ  خَرَابَةُُ

أَحْسُو  الفناءَ  مليئةً  كَـــــــأْسَاتِي 

.

نَقْـــعُ  المذلّةِ  مُذْ  وُلِدْتُ  رَضَعْتُهُ 

أشْــكُو  فتضعفُ  أدمعِي  مَأْسَاتِي

.

وَ لَقَدْ  كبرْتُ عَلَى الهوانِ  محنَّطًا

و السَّوْطُ  يَرْسُمُ  ضاحكًا  طُرُقَـاتِي

.

دهرًا  أسائلُ  مَنْ  أَكُونُ  و أَكْتَفِي

بالصّمتِ  خوفًا  أَنْ أضيعَ  حَيَاتِِي

.

أَسْعَى  أُرَاضِِي  الآخــــرينَ  مذلّةً 

تَكْفِي  الغُمَيْزَةُ  ســــابقَ  النظراتِ 

.

وَجَـــلاً  تَقَمَّصْتُ  الذَّوَاتِِ  جَمِيعَهَا 

و أَضَعْتُ  فِي  وَطَنِ  الجهالةِ  ذاتِي

.

و إذَا  رَأيتُ  مَعَ  الغروبِ  هريرةً

هَلَعًا  تمــــــوتُ  إزاءَهَا  صولاتِي 

.

حتَّى  الصـلاةِ  و قَدْ  أَجَبْتُ  ملبّيًا 

للسّوْطِ  لاَ  لِلّــــــــهِ  كَانَ  صَلاتِي 

.

وَحَّدْتُ فِي  وَطَنِ  العروبَةِ  حَاكِمِي

مَنْ  ذَا  سواهُ  شَرِيعَتِي  و  نَجَاتِي

.

جنّاتُ  عَدْنِِ  أَنْ  أَكُـــــــونَ  مُقَرَّبًا 

و عَلَى  المديحِ  تَعــــــوّدَتْ  أبْيَاتِي

.

و المخبرونَ  هُمُ  الرِّسَالةُ  و الهُدَى

نُسِخَ  الكتابُ  و  حُـــــــرِّفَتْ  آيَاتِي 

.

و الكاهنُ  الأفّـــاقُ  حَرَّمَ  صَرْخَتِي 

و أَجَازَ  فِـــي  رُدَهِ  الدُّجى  طعناتي

.

لاَ  يصنعُ  المجدَ  الجبانُ  و لاَ يَرَى

نُورَ  التّحـــــــــرّرِ  مُدْمِنُ  العَتَمَاتِِ 

.

العَبْدُ  عَبْدُُ  حَيْثَ  حَطَّ  رِحَــــــــالَهُ

فَلِمَ  يهيمُ  بِعَــــــــامِرِِ  و  فَـــــــلاَةِِ 

.

عِشْقُ  المواطنِ  أَنْ  تعيشَ  مُعزّزًا 

حُــــــــــــرًّا  كريمًا  سيّدَ  السَّاداتِ 

.

الحبُّ  يَقْسِمُ  فــــــي  السَّلاَمِ  قليلنَا 

وَ بِهِ  نَرُدُّ  تَجَهُّمِِ  السّنــــــــــــواتِ 

.

و  نثورُ  فِي  وَجْهِ  الغُزَاةِ  جَمِيعُنَا 

صَفّا  يبدِّدُ  أَشْرَسَ  الغـــــــــزَوَاتِ 

.

ســـأظلُّ  أنشدُ  يَا  دمشقُ  صَبَابَتِي 

حرَّى  تُثِبُّ  بأَحْرُفِي  آهــــــــــاتِي 

.

فأنا  المتيّمُ  مُـذْ  وعيتُ  و لَمْ  يزلْ

هَذَا  الغـــــــــــرامُ  مسهّداً  لَيْلاَتِي

.

للوحدةِ  السّمراءِ  صغتُ  قصائدِي 

غـــــــــراءَ  أخطبُ وُدَّهَا  مولاتِي 

.

و شَدَوْتُ فِي  كلِّ  المحافلِ  عاشقًا 

أَرْجُو  الأنيقةَ  أَخْضَلَ  الوَجَنَـــاتِ 

.

و  تَصُدُّ  تُبْعدهَا  العروشُ  لِحَـاكِمِِ 

بَاعَ  العــــــــــروبةَ  خادمًا  لعداتِي 

.

أَصْنَامُنََا  وَأَدُوا  العـــــروبةَ  حطّةً 

و كـلابُهُمْ  نَبَحَتْ  ضُحىً  سَرَوَاتِ

.

للعـــــرشِ  أَرْدَوْا  كلَّ  حُـرِِّ ماجدِِ 

مستبشرينَ  بِفُـــــــــــرْقَةِِ  و شَتَاتِ 

.

نَهْبَ  الأعاجمِ  قَدْ  غَدَتْ  أَوْطَانَنَا 

و  الرَّيْعُ  يَحْمِي  سَــادِنَ  العَتَبَاتِ 

.

فَمَتَى  أَعُودُ  إِلَى  الظَّلاَمِ  بِأَرْمُس ِِ

و  تودّعَ  الذّلَ  المَشِينَ  رُفَــــاتِي ؟

.

بقلم  محمد  الفضيل  جقاوة

20/01/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق