لنذهب بعيداً … يابني
وسأحدثك في الطريق عن خيبة أبيك…
وجدك ..
وجد جدك والجد السادس عشر…
ومائة منهم قد عبر ..
سأخبرك قد روي لي هذا الخبر
أن أحدهم جاء من وراء النهر
مع قافلة من الموصل في تجارة أو سفر
ونزل خاناً في حلب ثم أقام فيها سكناً واستقر
تزوج وأنجب ..
وتكاثر وله أولادٌ كثر
وتوارثوا أجيالاً بعد أجيال ..
ولاتسألني يابني من جدك ..هناك ألف احتمال
علمت أن أحد أحفاده أزرق العينين اسمه عمر
اختطفته إحدى قبائل الغجر .. منذ الصغر
ولم يسمع عنه أي خبر
لا أدري ربما كان جدك هو عمر
أو أحد من طغاة سلاطين البشر
وربما عالماً وكان يحمل راية من فكر
لك في زرقة العينين بعض ملامحه
ولي في الشبه وجهة نظر
ربما جدك قد مات غريقاً أو من حريق
أوبمرض من وباء قد انتشر
أو من همٍ أو وهمٍ أو بالمال قد افتقر
بالمفيد المختصر
جدك من كان ومن يكون
ربما كان عاقلاً وأصبح مجنون .. وتاه في هذا الكون
يابني لايهم من أكون ومن تكون
أريدك قوياً… .ذهب زمن الأنبياء…
وماتراهم إخوةً هم شياطين إنسٍ في رداء الأولياء…
ضع على قلبك قفلٌ ..
وعلى القفل مزلاجٌ و متراس ..
لا نقاش ..مع زمنٍ صعب المراس
لازلنا نعيش بأوهام تاريخٍ مضى
قبائل تتصارع على عشب .. على ماء ..
وعلى إمارة وربما على امرأة
ودماؤها برخصٍ تتعفر بالثرى
وأعداؤها تتربص بها من الوراء
ولاندري من كان له الحق
ومن على الآخر .. قد اعتدى وافترى
لايهم من كان منهم في ميمنة أو ميسرة
وشائج حرفي لهم قد انبرى
كم من كسرى أوغل فينا بحرابه .. وكم من قيصره
وهل يعقل لازلنا نتباهى بسابق ماجرى
ولازلنا نفاخر بعنترة ..
والمهلهل .. وجساس
ولاندري من ألف تاريخنا ومن أي ملةٍ وأي ناس
نحن نحتاج ..
إعادة نظر بالأساس
لم تعد تهمنا أوابدٌ وهي حجارة لها بريق كالألماس
وبحاضرنا لنا مثال ..
والهوان والذل فيه صار لنا مقياس
وفيه أصبحت كرامتنا تحت المداس
تشرذم ..
وآفات تآمر ..
وبذور فتن ..وفتاوى دعاة وأنجاس
تباً لكم ياأبناء جلدتنا
خنتم عهود ومواثيق وحدتنا
خنتم قوله تعالى : واعتصموا
فكان لنا نصيبٌ من عروبتكم طعنات غدرٍ
وعظيم إفلاس
سنرفع للحق رايةً نصونها بعزيمة نصر
وانبلاج فجر جديد بانبجاس
بقلم : بسام منصور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق