الخميس، 2 ديسمبر 2021

انكسار الروح.. للمبدعة فاطمة مسلاك

*انكسار الروح*

على شرفة الجروح القديمة، طافت بذاكرتي تفاصيل البداية الأليمة،حيث خرصت صرخات الوجع عند ٱنكسار الروح الجميلة .
مهما كانت المواجعُ مريرة و حفرت بجوارحنا أخاديد عميقة... فقد جعلت قلوبنا  أشد بأساً و جرأة و أيضا قسوة  . 
طعنات الغدر لم تأتِ أبداً من الأعداء ، بل من الأحبةِ والأقربِ إلى قلوبنا و مِنْ مَنْ كنا نَأْمُلُ فيهم خيراً و نعتقدُ أنهم خيرُ سندٍ لنا في الحياة....
 ببساطة شديدة مِنْ مَنْ وثقنا بهم الثقة العمياء.
خُذْلانُهم لنا أجبرنا أنْ نُديرَ ظهورَنا لهم و نحذفهم  من حياتنا، ليس غروراً و لا ضعفاً و لكن فقط لِكَفِّ أذاهُم عنا. لم نعد نحتملُ أكثر مرضهم الخبيث... اللسان الجارح و القلب الجاحد ....
كلما توقفَ بي قطارُ الذكريات في محطة من محطات الجراح القديمة الأليمة،وجدتُ نفسي خرساء صامتة ، حيثُ تناثرت شظايا روحي المكسورة في الماضي ، حيث بكيتُ كثيرا في الأمس ،  حيث كان يُغتالُ في كل لحظة ألم جزءٌ جميلٌ بداخلي .
مَضت الأيام ،
جمعتني الاقدارُ بهم من جديد،   قابلتُهُم  دونَ وجودِ أدنى شعورٍ بالكراهية أو الحقدِ بداخلي ٱتِّجاهَهُم،
كَأَنْ لم يسكنوا يوماً حنايا القلب  و لم يسبق لي اللقاء بهم  في محطة من محطات حياتي.
تذكرتُ  لحظةَ إعدام حبي لهم بفؤادي ..
لَمْ أُحَرِّكْ ساكناً لأنني سئمتُ  العفوَ عنهم .
ذاكرتي لازالت تئنّ من وجع أيامٍ عصيبةٍ مررتُ بها  كما لو كنتُ أمرُّ حافية القدمين على أرضٍ مليئةٍ  بالأشواك .
لم أجدْ غيرَ الورق قارِبي والقلمَ  مجذافي ، عبرتُ بهما محيطات الألم و الوجع بسلام تاركةً مَنْ أحبَبْتُهُمْ بكل أسفٍ من خلفي ...في منفى الغرباء.
ٱستطَعتُ الوقوفَ بثباتٍ بعدما كنتُ على مشارف السقوط،  جعلت الحرف بلسم جراحي ،  مَحوْتُ به آخر قطرة دموع ذرفتها عيني.
هكذا أرْثي روحي بعدما ماتتْ بداخلي المشاعر...
لأنّ  مِنَ المستحيل جَبْرُ الخواطر.

*فاطمة مسلاك*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق